خلاصه ماشینی:
"ختام البحث فی هذا الموضوع: و هنا أختم البحث بالمقایسة التالیة:لم یمض علی وجود المدارس الاجنبیة فی بلادنا،اکثر من قرن واحد،أخذت فیه هذه المعاهد تنشر ثقافة الغرب الحدیثة و لغاته بیننا،کما ارتاد لفیف من شبابنا ربوع الغرب لاتمام ثقافتهم فی معاهده،و ما زالت الحال علی هذا المنول حتی اصبح لدینا المئات بل الالوف من خریجی المعاهد الغربیة،و المثقفین ثقافة غربیة فی معاهدنا الاجنبیة،و صار الکثیرون منهم کتابا و شعراء باللغات الاجنبیة،فاذا کان قرن واحد من الزمن قد فعل هذا الفعل،و أثر کل هذه التأثیر،مع العلم ان هذه البلاد لم تحکمها دولة غربیة فی خلال هذا القرن خلا فرنسا التی اتتدبت علیها زهاء ربع قرن فقط،فماذا نقول عن القرون الثمانیة التی حکم العرب فیها اسبانیا و البرتغال و نشروا لغتهم و ثفافتهم و حضارتهم و آدابهم فی ربوع الغرب الذی تلقفها تلقفا و تأثر بها کل التأثر؟؟ اعترافات اساتذة الغرب بهذا التأثر: و لنصغی الی ما قاله المستر و لز الانکلیزی حول هذا الموضوع:«و قد أثرت الفلسفة العربیة فی اسبانیا تأثیرا محسوسا،و امتدت منها الی جامعات باریس و اوکسفورد و ایطالیا الشمالیة،و کل اوروبا الغربیة،فتغلبت فلسفة العرب علی فلسفة الغرب بتعالیم ابن رشد و ابن سینا و غیرهما»،و لنصغی ایضا الی السید «روزی»احد وزراء المعارف الفرنسیة السابقین فی قوله:«بینما کان أهل اوربا تائهین فی دجی الجهالة لا یرون الضوء الا من سم الخیاط،سطح نور قوی من جانب الامة العربیة:من علوم و أدب و فلسفة و صناعات و فنون و غیر ذلک،حین کانت مدن:بغداد و البصرة و سمرقند،و دمشق و القیروان و مصر و غرناطة و قرطبة، مراکز عظیمة لدائرة المعارف،و منها انتشرت فی الامم صناعات و فنون علمیة لا یستهان بها»."