خلاصه ماشینی:
"والمتحصل من جمیع کلامه قدسسره : ان الله تعالی لم یکل أمر عباده إلی أحد ، ولم یجعل لأحد علی أحد ولایة ؛ لعدم امتیاز أحد منهم علی أحد ، فالجمیع سواسیة ، بید أنه سبحانه قد أقام فی بعض المسائل الاجتماعیة المستعصیة والتی لا یقوی العباد علی حلها قیما وولیا لتنفیذ حکمه سبحانه وتطبیقه ، وقد صرح بذلک فی أول بحثه قائلا : « إن الولایة من جانب الله ثابتة لرسوله وأوصیائه المعصومین علیهمالسلام ، وهم سلاطین الأنام ، وهم الملوک والولاة والحکام ، وبیدهم أزمة الامور » ( (3) ) وقد أقاموا علیهمالسلام فی حال غیبتهم نائبا وولیا علی الناس .
وقد أشکل المستشکل علی صغری البرهان الثانی بما حاصله : أنه لا دلیل علی حصر الأولویة بالفقیه من بین سائر الطبقات والشرائح الاجتماعیة ، إذ هذه الأولویة لیست مأخوذة لا فی معنی ومفاد کلمة « الفقیه » ، ولا هی أمر تعبدی ؛ للزوم أن تکون النتیجة حینئذ تعبدیة أیضا ( من باب أن النتیجة تتبع أخس المقدمات ) فیلزم عدم الحاجة لإقامة البرهان ما دامت إحدی المقدمات تعبدیة ، مع ان المفروض کون النتیجة برهانیة ، ومراد النراقی کما لا یخفی هو إقامة البرهان للوصول إلی النتیجة لا قبولها بالتعبد .
الإشکالیة الخامسة : هل إن تعیین الولی یتم بالنصب أم بالانتخاب ؟ فإن کان بالنصب فهل یکون النصب من قبل المرجع الدینی بشکل خاص أم یکون نصبا عاما من قبل الشارع ویتم التطبیق من قبل مجلس الخبراء ؟ والجواب : إن النصب إن کان من قبل المرجع ، فیرد علیه أن مثل هذا التنصیب مما لم یقم علیه دلیل شرعی ولا عقلی ، ولم یدع ذلک أحد إلی الآن ؛ لأن المجتهد هو الشخص المؤهل لمثل هذا المقام ، فلا حاجة إلی نصب فقیه آخر له ."