خلاصه ماشینی:
"إشـارة : لا یکاد یخفی علیک أن الطریق المشهور فی استعلام مساحة الکر ( (67) ) إنما یجری علی ما عرفته ( (68) ) إذا کان الماء علی الشکل المکعب ونحوه ، أما لو کان علی شکل الاسطوانة المستدیرة أو المضلعة أو المنشور مثلا فلا مناص عن الرجوع إلی ما تقتضیه الاصول الهندسیة کما سیجیء ورأیت بعض المتفقهین قد قاس المنشور ـ الذی کل من أضلاعه وعمقه ثلاثة أشبار ونصف ـ علی المکعب وظنه کرا ( (69) ) ؛ لما فهمه من ظاهر قول الفقهاء ـ رضوان الله علیهم ـ : الکر ما کل من أبعاده الثلاثة ثلاثة أشبار ونصف ، ولم یدر أنهم أرادوا بذلک إذا کان مکعبا ، وخصوه بالذکر لأنه أسهل مساحة من باقی الأشکال ، ولأن أکثر الحیضان علی ذلک المنوال .
مثال آخر : حوض مسدس قسمنا سطحه إلی أربعة مثلثات ( (75) ) ، والمثلث الأوسط حاد الزوایا ، والبواقی کل منها منفرج الزاویة ، فتضرب العمود المخرج فی أحد زوایا المثلث الأوسط علی وترها ( (76) ) فی نصف الوتر وتحفظ الحاصل ، ثم تمسح أحد المثلثات الثلاثة ؛ بأن تضرب العمود المخرج من المنفرجة علی ضلع بوترها فی نصف ذلک الضلع ، وتزید علیه مثلثیه ( (77) ) ؛ لأن المثلثات ثلاثة ، وتضیف إلیه المحفوظ الأول لیحصل مساحة المحفوظ المسدس ، فتضربها فی العمق یحصل المطلوب .
( 66 )فی هامش الأصل ما یلی : « إن قلت : لعل الشارع لاحظ هذه الزیادة وإن لم یصرح بها لبعدها عن أفهام العامة؟ قلت : فیلزم أن لا یکون الماء الخالی عن الانحداب المذکور کرا عنده ، کالذی فی ظرف مکعب الشکل مساحة جوفه اثنان وأربعون وسبعة أثمان ، فهو منطبق علی الماء [من] جمیع الجهات ، وظاهر أنه کر وإن أمکن البحث الجدلی فی ذلک » (منه رحمهالله ) ."