خلاصه ماشینی:
"کان مظهرا لغریزة الاستطلاع و الشک و الحیرة یدعو الیه الخوف و الهرب من قوی الطبیعة ثم تطور فصار مظهرا للرجاء و الأمل و الاستسلام لهما ثم تطور الی الخضوع و الاحتفاء بقوی الحیوان و الانسان أمل دفع الضرر و جلب النفع ثم تقدم فغدی وسیلة لاستمتاع القوی بما لا یستطیع الضعیف الوصول الیه فاکتنفته الخرافات و الأوهام و الشعوذات و سترته الرموز و الطقوس و لما استنار الفکر الانسانی بتقدم الحضارة اتجه للترجری عن مصادر القوة و خواص الحیاة و المادة فتحول من الخوف و امبادئ اللاشعوریة و بدأ بعبادة القوة و الفضائل التجلیة فی شخصیة الأجداد و الآباء و الابطال و الملوک و الرؤساء و ما یمثلها من الاصنام و الاشخاص التی تعبر عن الفکرة أو الرغبة القائمة فی نفس المؤمنین و فی التطور السادس اتجه الی التجری عن کیفیة الاتصال بالقوی المطلقة فلم یجد الفکر الانسانی ما یرضی رغباته و لا شعوریته غیر القول بالألوهیة التی عددها ثم ثناها ثم ثلثها ثم وحدها و جعلها مجردة و وصفها بما فرضه فیها(و هی معکس مما فیه)من صفات و کمالات و راح یتحری معرفة الحقیقة فتسائل عن مکانها و ماهیتها و أعمالها و علاقاتها و مصدرها و نهایتها و مضی علیه اکثر من عشرة آلاف سنة و هو مجد فی بحثه و فی استقصاآته و استنتاجاته و لما یصل للمعرفة التی هی الحقیقة بعینها و لن یصل الیها وحل ما سینتهی الیه الاقرار بالقول(بطل الإله ان یکون إلها اذا قام الدلیل المادی علی وجوده)لان العقل الذی لم نستطع إدراک ماهیته یعجز عن ادراک ماهیة الموجود فی نظام الکائنات و جمال المخلوقات و ابداع المصورات فللوجود موجد لان هنالک نظاما و جمالا و ابداعا نلمس أثرها و نشعر بوجودها فی کل الأشیاء و علیه(فالدین)ان ندرک الصلة بین الانسان و خالقه و نفهم المظاهر الاإلهیة بأکملها و اعملها و ما سواه فأعمال و وسائل و أمور تتعلق بدنیا یحبها الانسان و یریدها لنفسه و یختلف علیها و علی کیفیاتها و مرامیها لجهله."