خلاصه ماشینی:
"أولا:البطالة فی ضوء البیئة الاقتصادیة الجدیدة: لقد شهد العالم منذ عقد التسعینات فی القرن المنصرم،جملة من التحولات و الأحداث السیاسیة ترکت آثارها المباشرة علی مشکلة البطالة و مؤشرات الأداء الاقتصادی العالمی،و من أبرز هذه المفردات لوصف هذه البیئة الاقتصادیة کان: 1-عولمة التجارة و الأموال و السلع الخدمیة: منذ انتهاء جولة الأراغوای فی مباحثات الغات عام 1994 و تأسیس المنظمة العالمیة للتجارة،و التجارة الدولیة تنمو بشکل مطرد،و تتعرض الاقتصادات الوطنیة فی البلدان المتقدمة،و النامیة لهزات عنیفة، بسبب زیادة أعداد المتنافسین،هذا و قد أدت المنافسة العفویة بشکل تلقائی إلی دمار المؤسسات و المنشآت الضعیفة،التی لا تمتلک القدرة علی التنافس،أو لا تحسن إدارة المعلومات،فی شؤون الإنتاج و التسویق و معرفة أذواق المستهلکین،و رصد دور الأحداث فی التأثیر علی سلوک المستهلکین و المودعین و المستثمرین،مما أدی لتسریح أعداد متزایدة من العمال و الموظفین فی مؤسسات حکومیة و خاصة فی بلدان عدیدة 2-الانتقال من الاقتصاد الحقیقی إلی اقتصاد الفقاعة: لم تعد أسواق المال و الأسهم،مجرد أدوات مالیة مساعدة یمکن للحکومات السیطرة علیها و التحکم بها، لأن اللاعبین الجدد،لا یعرفون الولاء للدولة أو القومیة،أو الانتماء،سوی لبیئة تسمح بتعظیم الربح، لذلک فإن انهیار أسواق الأسهم المالیة الآسیویة،عام 1997 م،کان بمثابة إنذار کبیر و دلیل علی أهمیة فهم طبیعة التحول إلی الاقتصاد الجدید و مفرداته،و قدرة الدول و الشرکات علی إدارة المعلومات و قد جرت الأمة الآسیویة،الاقتصاد العالمی لحافة الأزمة الاقتصادیة الشاملة،و بدأت أسواق الأسهم،تجتذب رؤوس الأموال للمضاربات المالیة فی(کازینو عالمی للقمار) بدلا من الاستثمار فی الاقتصاد الحقیقی، و کان معدل دوران رأس المال فی هذه(به تصویر صفحه مراجعه شود) الأسواق العالمیة عام 1997 م قد وصل 1200 ملیار دولار یومیا و هی قیمة تعادل 5/1 الصادرات العالمیة لعام کامل1."