خلاصه ماشینی:
"الأستاذ/أنور الجندی یجب أن یکون القرن الخامس عشر الهجری الذی أوشک فجره علامة علی خروج المسلمین(فکرا و مجتمعا)من مرحلة التبعیة و الغزو الثقافی و التغریب إلی مرحلة الرشد الفکری و الأصالة و التماس المنابع انتقالا من الیقظة إلی النهضة و قد جاء هذا العصر الجدید و المسلمون یمتلکون ثلاث قوی:الطاقة و الثروة و التفوق البشری و هی علاقة مع دخول المسلمین إلی مرحلة یبنون بها قواعد الحضارة الإنسانیة التی ما زالت نتطلع إلیها البشریة مجددة من الحضارة الإسلامیة التی توقفت عن العطاء منذ بضعة قرون و التی ما تزال تلتمس مقوماتها من مفهوم القرآن الأصیل و من قاعدة التوحید الخالص و من قیم الالتزام الأخلاقی و المسئولیة الفردیة و الإخاء الإنسانی و الرحمة و العدل.
السقوط تحت سنابک الخیل الغازیة المغیرة،و إفساد مفاهیم الترابط الجذری الوثیق بین العروبة و الإسلام بطرح مفاهیم القومیات الواحدة التی تختلف اختلافا واضحا فی منطلقها و مفاهیمها عن العروبة فی جذورها الأصیلة المرتبطة بالتوحید منذ دعوة إبراهیم أبی الأنبیاء علیه السلام و الممتدة فی إسماعیل علیه السلام جد العرب،و قد کانت العروبة دائما و عاء الإسلام و کان العرب حملة لوائه إلی أقصی الأرض و ما زالوا یحملون ممیزات الإسلام إلی العالم کله و یعیدون بناء حضارة التوحید فی مواجهة حضارة الوثنیة التی تصدعت و انهارت قوائمها حین خرجت علی قوائم التوحید و العدل و الأخلاق و الإیمان بالغیب و البعث و قد کشفت مخططات الغزو الاستعماری الصهیونی المارکسی عن وثائق کثیرة تلقی الضوء علی تلک الدعوات التی تطرح نفسها فی العالم الإسلامی و بین جوانب الأمة العربیة و أهمها الدعوة إلی هدم الأدیان بقولتهم:إن الأمم بدأت وثنیة ثم تطورت حتی عرفت التوحید و هو قول معارض للحقیقة التی أثبتتها کل الدلائل التاریخیة و الحفریات الأثریة التی تؤکد أن البشر بدءوا موحدین ثم انحرفوا ثم عادوا إلی التوحید و کان الإسلام خاتم الرسالات."