خلاصه ماشینی:
"و إذا کانت سن الستین لدی أکثر الحکومات سن تقاعد عن العمل،فهی لمجمعنا سن تصاعد فی العمل؛فقد بدأ العطاء المجمعی بمصطلحاته و قراراته اللغویة یدور فی محاور الآحاد و العشرات کل عام،ثم مضی صعودا لیدور فی محاور المئات،ثم اجتازها منطلقا لیأخذ مداره حول محاور الآلاف؛فبلغت عدة مصطلحات المجمع العلمیة و الفنیة،و قراراته اللغویة،و مواده المعجمیة،أکثر من خمسة آلاف،فی الدورة المجمعیة السابقة،و هی قریبة من ذلک-إن شاء الله-فی هذه الدورة، و فیما نستقبل من دورات!
ثم صعدت عدة الأعضاء إلی ثلاثین،عام أربعین،بتعیین عشرة أعضاء جدد،و بعد ست من الستین صدر مرسوم بتعیین عشرة أعضاء جدد آخرین،لیبلغ أعضاء المجمع أربعین،و هؤلاء الأعضاء العشرة داعبهم المرحوم الأستاذ أحمد أمین فسماهم«العشرة الطیبة»فی کلمته التی استقبلهم بها نائبا عن المجمع،و قد رأت هذه العشرة الطیبة أن ینوب عنها فی الرد علی کلمة الاستقبال أصغرها سنا؛و هو أستاذنا الجلیل الدکتور إبراهیم مدکور.
و ستعرض هذه المصطلحات و القرارات علی المؤتمر،مع طائفة جدیدة من مواد المعجم الکبیر،(و بقیت أعمال لجان:التاریخ و الآثار،و الجیولوجیا،و الفلسفة و العلوم الاجتماعیة،و التربیة و علم النفس،و علوم الأحیاء و الزراعة،و المعالجة الإلکترونیة للمعلومات،و الأدب،و الشریعة الإسلامیة، و سیبدأ عرضها علی المجلس عقب المؤتمر؛ لتکون معدة للعرض علی المؤتمر القادم،إن شاء الله).
و إذا کنا-نحن العرب-نلجأ الآن إلی «التعریب»فقد سبقنا الغرب فی اللجوء إلی«التغریب»،حین کانت لغتنا لغة العلم الرائدة،طوال قرون عدیدة،و أخذ أهل الغرب من الأوربیین یقلبون علی تعلم العربیة، لیأخذوا عنها علوم الطب،و الفیزیقا، و الهندسة،و الریاضیات،و الجیولوجیا، و الفلک،و الفلسفة و المنطق،و الجغرافیا، و غیر ذلک من العلوم التی أکب الأوروبیون علی تعلمها بالعربیة،ثم علی نقلها إلی لغاتهم، و غربوا العدید من المصطلحات العربیة."