خلاصه ماشینی:
"و احتاج الأنصار إلی أسس محددة لفهم قواعد النظام الأساسی الجدید،و من مکة المکرمة أرسل الرسول الکریم عدة أنظمة منها أنه حدد الفداء و ضرورة مساعدة المحتاج من المسلمین و افتداء أسراهم،و ألا تکون منزلة المسلم مساویة لمنزلة الکافر3 کان الرسول الکریم یواجه الشرک فی مکة و یدعو إلی التوحید و یظم المسلمین فی المدینة،و أول مادة وضعها للمؤمنین من قریش و أهل یثرب و من لحق بهم و تبعهم و جاهد معهم(أنهم أمة واحدة من دون الناس)4ثم جاءت مواد الدستور الأخری تنص علی أن یتکافلوا فیما بینهم و یتعاقلوا فیما بینهم و یفدوا عانیهم،و أن یکونوا کتلة واحدة ضد من تسول له نفسه إلحاق الأذی بأی مسلم منهم لأن المسلمین یوالی بعضهم بعضا،و أن ذمة الله واحدة یجیر علیهم أدناهم و هم أمة واحدة کالجسم الواحد فلا یجوز مصادقة الکافر.
إذ فرضت الشروط المالیة علی العرب3 وفود القبائل العربیة: و لما انتشرت الدعوة بدأت وفود العرب تصل إلی المدینة،و کان الرسول یشرح لهم تعالیم الدین الإسلامی بنفسه، و یرسل مع الوفود رسائل مکتوبة تثبت هذه التعالیم.
3 إن فرض الزکاة کان ضرورة لرفع مستوی الفقراء من المسلمین و الضمان الاجتماعی و المالی الذی أکده علی کل وفود العرب،فقد کتب إلی بنی نهد: "لکم یا بنی نهد من الوظیفة الفریضة"4 و حدد قواعد الزکاة بدقة فقال:"لکم العارض،و الفریش،و ذو العنان الرکوب و الفلو الضبیس5لا یمنع سرحکم و لا یعضد طلحکم و لا یحبس درکم و لا یؤکل أکلکم ما لم تضمروا الإماق و تأکلوا الرباق"6 و فی رسالة أخری أرسلها الرسول نجد أن اهتمامه الکبیر بإسلامهم دعاه إلی (1)جمهرة أنساب العرب ص 51 و 52 و کتاب ثقیف ص 52 و 53."