خلاصه ماشینی:
"انه لا ینسجم مع أی تنازل عقائدی مطلقا اللهم إلا لتقیة قاهرة و هذا له حسابه الخاص،و ظروفه الخاصة و لیس هو تنازلا عقائدیا بل تنازل مؤقت عن اعلان بعض جوانب العقیدة فی بعض صوره؛و من هنا نجد ان القرآن یعرض علینا صورا لبعض المساومات العقائدیة لتی حاول فیها الطرف الکافر أن یجبر النبی(ص)علی اعتناق بعض مبادئه و لو لبعض الوقت فی مقابل مصلحة کبری للدعوة الاسلامیة نفسها،و فی مقابل ان یؤمن الطرف الأخر بالاسلام أیضا لفترة أخری.
اما الأمور التی اتبعها الاسلام لتحقیق الاصلاح الواقعی فتتناول مایلی: أ-اعلان فکرة انفتاح طریق التکامل المعنوی للجمیع علی حد سواء: و هذه فکرة اسلامیة واضحة و ضحتها الآیة القرآنیة الشریفة: «یا أیها الناس إنا خلقناکم من ذکر و انثی و جعلناکم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أکرمکم عند الله انقاکم...
المرحلة الاول-مرحلة الدعوة الفردیة السریة: یقول هیکل فی کتابه حیاة محمد(ص): و کان المسلمون الأولون یستخفون لعلمهم بما تضمر قریش من عداوة لکل خارج علی أوثانها، فکانوا إذا أرادوا الصلاة انطلقوا الی شعاب مکة و صلوا فیها،و ظلوا علی ذلک ثلاث سنوات ازداد الاسلام فیها انتشارا بین أهل مکة،و نزل علی محمد(ص)من الوحی ما زاد المسلمین إیمانا و تثبیتا8.
(طه:43-44) 3-اسلوب الموقف السلبی: و هذا الموقف یقوم علی امس واقعیة أصیلة؛ سواء کان فی مجال العقیدة أو العمل أو العواطف،و یشتد هذا الموقف صرامة فی حالات عناد الطرف الآخر أو عمله علی سلوک طرق المساومة أو إثارته الماکرة للروابط العاطفیة الی غیر ذلک،و هذه المقاطعة قد أدت دورا کبیرا فی إعطاء المسلمین شخصیة مستقلة، و شلت تأثیر الکفار فی إغواء بعض الأفراد و استغلال الروابط العاطفیة فی ذلک اما المقاطعة الفکریة فترکزها الآیة الکریمة: «قل یا أیها الکافرون*لا أعبد ما تعبدون*..."