خلاصه ماشینی:
"و یتضح التفضیل بین الاقالیم عند ابن الفقیه(290 هـ)ضمن تقسیمه المعمورة الی خمسة أقسام تماشیا مع أجزاء الطیر(رأس و جناحان و صدر و ذنب)،فاین الفقیه-فی کتابه البلدان الذی وصلنا مختصرا-یری ان العالم الاسلامی بمراکز اشعاعه مکة و الحجاز و الشام و العراق و مصر تمثل صدر الدنیا(صدر الطیر)فی حین ان الغرب یمثل الجزء الاقل اهمیة و الاکثر سوءا فی الطیر و هو الذنب8،و هو بذلک یفاضل بین الذات الاسلامیة من خلال اقلیمها الرابع و بین الآخر(الغرب)فی اقلیمه السادس الذی یضم الفرنجة و امما اخری،کما انه یدرج ذلک ضمن النظرة للذات و للاخر فی اطار عملیة التزیین و التقبیح حسب رأی الدکتور حسین محمد فهیم9.
و نجد ان معالم هذه الصورة تتضح أکثر فی رحلة اخری تمت بعد حوالی قرن30من الرحلة الاولی،و تلک هی رحلة احمد بن فضلان رسول الخلیفة العباسی المقتدر(295-320 هـ)الی بلاط الترک و الخزر و الروس و الصقالبة و المعلومات التی وردت فی رسالة ابن فضلان تبین المستوی الحضاری الذی کان علیه الروس و الصقالبة و هو مستوی متدن بمقیاس ابن فضلان القادم من عاصمة الخلافة العباسیة،حتی انه لیشیر الی ان هذه البعثة کانت لتقدیم العون المادی و الثقافی التعلیمی لاقوام اضعف و اقل ثقافة و معرفة31،و فیها اشارات الی أن أبناء الحضارة الاسلامیة کانوا روادا فی معرفة العالم حتی قبل هذه الرحلة32، کما ان الرسالة فیها اشارات واضحة الی اخلاق هذه الشعوب و عاداتها،فترد اوصاف الصقالبة و طریقة حیاتهم و ملابسهم و مأکلهم33،و معلومات عن الروس و قذارتهم.."