خلاصه ماشینی:
"و لقد بقیت علی تلک الحال أجر خطوة الأیام بمزیج من الأسی و بارقات الأمل ینثرها من حولی الصحب و الأصدقاء برقة و إشفاق تعدینی إلی دفاتر قصتی الأولی عساها تخفف بعض ما یثقل کاهلی من ألم و ضیق و عدت إلی نجمة و سعید لیخفق قلبی المطبق علی جراحه بسر اندمال الجرح فی صعوبة الزمن و الکلام،غیر أنی و بعد ختام الفصل الأخیر فارقتهما مرة أخری علی فجأة من الأیام و لطف فی مشیئة الله حیث ساقتنی المقادیر إلی بلدی الثانی عند روایة من بلاد الشام فی جوار مرقد الصابرة العالمة نجلة الزهراء أخت الحسنین الحوراء زینب بنت أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیهم السلام فاستقر بی الحال علی دنیا الطاهرین المطهرین من أهل بیت النبوة(ع)و کأن صباحا جدیدا شع فی عمری الحزین لأستلهم من بطلة کربلاء معنی الصبر علی فجائع الزمان ضارعا من أعماق قلبی المتعطش أن یتغمد الله برحمته الواسعة روح الجلیلة أمی التی طالما تمنت لی السعادة و روح العزیزة زوجتی التی کانت تستعجلنی لإتمام حکایتی مع نجمة و سعید لتهدیها إلی رفیقاتها و أخواتها المؤمنات و ورح الغالیة ابنتی التی کانت أتمثلها فی عینی أن تصیر یوما ما فی فجرها المقبل و مطلقها المتألق بالإیمان کنجمة-بطلة هذه القصة-.
! -5- ها هی ذی القصة تأخذ سبیلها إی النشر لتنفرج بعفویة فی أذهان القراء الأعزاء علی اختلاف طبائعهم و أفکارهم مؤملا أن تشیع فی نفوسهم بهجة النظر إلی مرایا وجوههم المثقلة بشکایات الیأس و آمال الرجاء من البدایة إلی النهایة بلغة تسوح بین عالم الأسرة و عالم المجتمع لتخالط کل الناس فی شتی صورهم الزاخرة من السفح إلی القمة بأفانین الحیاة و متاعب الکدح و السعی و الحرکة الدائبة فی لیل و نهار فلربما تلفنا تلک الظلال طلی هینمات من نسیم الفکرة الهادیة برغم هذا الضجیج الذی یکاد یخنق بعجلاته المعدنیة صوت البلابل و الأذن و یحجب بدخان حرائقة شمس الحقیقة الربانیة و روعة الجمال الزاهر من فطرة الله."