خلاصه ماشینی:
"(3)تفسیر القرآن الکریم-الاجزاء العشرة الاولی-،محمود شلتوت،ط 7،ص 221،321 و یتحدث الشیخ محمود شلتوت عن النظم الرأسمالیة و فشلها فی صدد حدیثه عن الربا و الضرر الناجم عن وجوده فی المجتمع،یقول:«ان هذه النظم الاقتصادیة التی یتشدقون بها،و یأخذون علی الاسلام عدم مجاراته لها،و قد صارت الآن فی موضع الشک و التزلزل عند أهلیها و المتعاملین بها،و أصبح العالم یمیل الی نظام اشتراکی یحول بین أن یوجد فی الشعب طائفة قلیلة العدد مستحوذة علی المال،منتفعة بما یدره علیها من الربح و الجاه و النفوذ،و طائفة هی الکثرة العاملة الناحبة لا هم لها الا ان تکدح لهؤلاء و تجد فی تنمیة ثرواتهم،ثم لا ینالها من هذا الکدح و النصب الا أدنی القوت،و أحط المساکن و الملابس، و ما الربا الا اعتراف بحق اصحاب الاموال فی الامتیاز علی العاملین،فهو مناقض لروح التیقظ مصادم لها،فاذا کان أهل هذه النظم قد بدأوا یفقدون ایمانهم بها،بل فقدوا هذا الایمان فعلا،و أخذوا یلتمسون سبیلا آخر تستقیم به الحیاة السعیدة للامم،أفلا یجدر بنا-معشر المسلمین-أن نتخفف من حماستنا لها،و من ثقتنا بها؟أتری لو کانت جمهوریة مصر العربیة مثلا قادرة علی ان تعمل بالتشریع الاسلامی فتلزم جمیع ساکنیها بمنع الربا،و تضع لهم أسلوبا من التعامل یتفق و دینها،أکان ذلک یضرها أو یعطل مرافق اصلاحها؟انما لا نتردد فی الاجابة عن السؤال بالنفی،و لسنا فی ذلک متجاهلین للحقائق و لا جاهلین بسنن الاجتماع،فان الامم تألف ما یوضع لها من النظم،و تطمئن الیه،و اذا عرف أفرادها انه لا سبیل الی نوع من التعامل لتحریمه،التمسوا غیره،و وطنوا أنفسهم علی الاکتفاء بما أبیح لهم1."