خلاصه ماشینی:
"فی جوار البیت العتیق،و فی بیت من بیوت مکة المکرمة،وقفت سمیة تنتظر عودة ولدها عمار الذی ذهب مع إخوة له فی الدین لیستمعوا إلی ما أنزل علی النبی(ص)من القرآن الکریم الذی أصبح غذاء لروحهم،و ریا لقلوبهم المتعطشة للإیمان.
وجدوه(ص)بینهم کأحدهم،یحنو علی صغیرهم و یواسی من نکب منهم،فلبوا الدعوة إلی الله و اعتنقوا الإسلام،و هان علیهم سوء العذاب الذی کان یسومهم إیاه مشرکو مکة و طواغیب قریش.
و الذی وعاه التاریخ أن الذین أسلموا من أصحاب العشائر و المنعة سلموا من الضرب و التعذیب،و أما عمار و أبوه یاسر و أمه سمیة و أخوه عبد الله مع باقی من أسلم من المستضعفین الذین لیس لهم بمکة عشیرة تمنعهم،و لا مال و لا قوة تحمیهم،فکانت قریش تعذبهم فی الرمضاء یلبسونهم دروع الحدید فی نصف النهار ثم یخرجونهم فی حر الظهیرة فیلقونهم علی رمال الصحراء5.
یا لجلال الحق و عظمة الإیمان و قوة الإسلام التی تجعل من الإنسان الضعیف عملاقا، أی إیمان صادق یتغلغل فی أعماق قلوب هؤلاء المؤمنین الذین یعذبون،خاصة أسرة عمار سمیة هذه المرأة المؤمنه الصالحة تتحمل العذاب الألیم من ضرب و رفس و شتائم و کوی ووو...
ما أعظم الإیمان و صمود العقیدة،حیث تتقدم أسرة عمار بکاملها غیر مبالیة بما سیصیبها من العذاب و الاضطهاد و دون أی اکتراث إلی ما سیجر علیها إسلامها من الأذی و التنکیل،فتجهر بالتوحید و تتقدم لتسجل علی صفحات التاریخ بدمائها الطاهرة أسمی التضحیات و تصبح هذه الأسرة النکرة المغمورة المجهولة من الذین نالوا رضی الله و رضوانه و تذهب بالذکر الحسن علی مر الزمن مع الأبطال الخالدین."