خلاصه ماشینی:
"نظریة الغرائز: یفترض فروید ضمن نظریته الأخیرة فی الغرائز وجود غریزتین أساسیتین فقط هما غریزة الحیاة Eros و غریزة الموت Thanatos ،و هدف غریزة الحیاة هو العمل علی تکوین وحدات أکبر و المحافظة علیها أما هدف غریزة الموت فهو تفکیک الارتباطات و من ثم هدم الأشیاء، فکما أن هدفها الثانی هو إعادة الکائنات الحیة إلی حیاتها اللاعضویة التی کانت علیها فی البدایة و هنا جاءت تسمیتها بغریزة الموت،فإذا کانت الکائنات الحیة قد ظهرت بعد الکائنات غیر الحیة و نشأت فیها فإن غریزة الموت یصدق علیها أن الغرائز تحیل إلی العودة إلی أحوالها السابقة و قد تتعارض غریزة الموت و غریزة الحیاة و قد تتآلفان و هذا التفاعل هو أساس کل ظواهر الحیاة و یشبه عملها فی تقابله التقابل المماثل فی العالم غیر العضوی من قوة الجذب و قوة التنافر، و طالما کان عمل غریزة الموت قاصرا عن الداخل فعملا یظل صامتا غیر مشعور به و لکنا نشعر به عندما یتجه عملنا إلی الخارج و عندئذ تصبح غریزة عدوان و هدم عندما یبدأ الأنا الأعلی فی التکوین یثبت قدر من غریزة العدوان داخل الأنا و یعمل بطریقة تؤدی إلی فناء النفس من خلال اللوم المستمر و مشاعر الذنب و تعذیب الذات و یکفی أن نتأمل حالة الغضبان و هو ینتقل من العدوان المکبوت إلی حالة إفناء النفس بتوجیه عدوان إلی نفسه فیلطم نفسه مثلا،و هی أعمال کان یفضل لو (1)فروید-تفسیر الأحلام ص 195 یوجهها إلی شخص آخر،و یظل جزء من غریزة الموت باقیا فی الداخل بصفة دائمة حتی ینجح آخر الأمر فی إفناء الفرد بعد أن یکون اللیبدو و قد استهلک أو تثبت بطریقة مضرة."