خلاصه ماشینی:
"و لغرض إجراء دراسة فی نوعیة العبارات و الألفاظ لمقالة ما،یجب أن نقوم بالبحث عن أجوبة شافیة لهذه التساؤلات: أولا:هل نجح الکاتب فی نقل أفکاره للقارئ من خلال عباراته و أسلوبه فی البیان؟ و یجب علینا أن نوضح بهذا الخصوص،الأمور الغیر واضحة و المبهمةأ ثانیا:هل استخدم الکاتب المصطلحات الخاصة بموضوع مقالته بشکل صحیح أم لا؟ ثالثا:هل أن استدلالات الکاتب قویة و صحیحة أم لا؟ رابعا:ما هی القیمة الفنیة للمقالة أو الکتاب؟أی ما هو مستواها بلحاظ جمالیة البیان؟ خامسا:لو کانت المقالة أو الکتاب-الذی نحن بصدد نقده-عبارة عن ترجمة لکتاب آخر،فإن التأکد من صحة الترجمة و دقتها و تطابقها مع النسخة الأصلیة للکتاب المترجم ضروریة أیضا.
ج-فی التراجم القیمة یجب استخدام القومیس و المعاجم اللغویة الحدیثة، و المصنفة فی نفس فترة النص أو قریبا منه،فلا یصح مثلا أن نستخدم قاموس المنجد أو المعجم النفیس،فی ترجمة کتاب یعود إلی القرن الثالث،و أن نعتمد علیها أثناء الترجمة،و قد صنفت هذه القوامیس بعد أحد عشر أو اثنی عشر قرنا من کتابة النص المترجم،و ظهرت خلال هذه المدة مئات التغییرات و الإضافات و الحذف فی معانی الکلمات،و تم فیها استبدال الاستعارات بالتشبیهات،و التشبیهات بالاستعارات،و بعض المجازات بالحقائق و الحقائق بالمجازات،و الکنایات بالصریح و الصریح بالکنایة،و ذات المعانی المفردة بالمشترکة و المشترکة بالمفردة،و المتباینات بالمترادفة و المترادفات بالمتباینة؛لأن اللغة مثل الأشجار المعمرة التی تسقط أوراقها بشکل مستمر،و تنبت محلها أوراق جدیدة،أو أنها کالنهر الذی یفقد مقدارا من مائه کلما قطع مسافة فی طریق انحداره،ثم یعود لیتزود بمقدار آخر من الماء من العیون التی تصادفه فی طریقه،و ما هو متبق منه یمثل تقریبا خواص النوع و لیس عوارض الشخص02."