خلاصه ماشینی:
"اکتشاف المساحات المشترکة : التقریب بین آراء العلماء من السنة والشیعة، وإیقاف بعضهم علی آراء البعض الآخر بشکل أوضح، والبحث عن المساحات المشترکة بین السنة والشیعة فی مجال الفقه وفی مجال الحدیث وأصول الفقه بل فی مختلف مجالات المعارف الإسلامیة وهی کثیرة، ویکفی أن المرحوم محمد المبارک وهو من الشخصیات العلمیة المرموقة أخبرنی بأنه وجد حوالی 95 %من المساحة الفقهیة مشترکة بین قائل شیعی وقائل سنی، وهناک بعض النظم الإسلامیة لا اختلاف فیها مطلقا کالنظام الأخلاقی الإسلامی حتی أن أحد علماء الشیعة وهو المرحوم الفیض الکاشانی علق علی کتاب المرحوم الغزالی فی الأخلاق «إحیاء العلوم» وصاغ هذا التعلیق بشکل «إحیاء الإحیاء» وبالتالی لا أجد أیة مساحة یختلف فیها الشیعة والسنة فی الجانب الأخلاقی، ونبحث عن الأحادیث المشترکة وعن الرواة المشترکین بینهما، ونعنی کثیرا بتقریب وجهات النظر، ونسعی لنقل هذا الفهم من طائفة النخبة إلی الجماهیر لأن المقصود أن ینظر المسلم الفرد فی أی مکان إلی أی مسلم آخر بنظرة الأخوة ویشعر السنی بأن الشیعی أخوه وأنه یجب أن یتخذ معه موقفا واحدا تجاه القضایا المهمة ویشعر کذلک الأمر الشیعی بنفس الشعور والهدف أیضا أن تهدم الجدر النفسیة والتاریخیة القائمة بین أتباع التشیع وأتباع التسنن ویبعث فیهم روح الأخوة والمحبة، وأذکر هنا أنه مرت فترات فی تاریخ التسنن کان العداء بین المذاهب الأربعة وأتباعهم عداء مستحکما ولکن عقلاء القوم وعلماءهم عملوا علی حذف هذه الحالات الاستثنائیة، وأذکر هنا أن الإمام الطوفی کان یرکز علی المصالح المرسلة ویعتبرها أصلا من أصول الفقه ویقدمها حتی علی النصوص وهو ینقل أن النزاع بین الحنفیة والحنابلة مثلا فی بعض المناطق کان نزاعا مستحکما حتی لو أن حنفیا دخل إلی منطقة حنبلیة فی منطقة گیلان فإنه سوف یقتل، أو أن الحاکم فی منطقة ما وراء النهر کان یمر وهو حنفی علی مسجد الشافعیة ویقول: أما آن لهذه الکنیسة أن تهدم."