خلاصه ماشینی:
"أما الاتجاه الثانی الذی یؤدی إلی تثبیت المیول الذاتیة المطلقة فهو تدریب الطفل علی التکیف الاجتماعی فی الأسرة بالإکراه و الإجبار،و التهدید و النکیل و الإذلال.
ذلک أن کتب الغضب یعنی عدم تصفیة المضایقات کلما هبت،کما یعنی تراکم الحقد و الحفیظة و تثبیت الغیرة و التشکک، و هذه جمیعها سوف تسمم علاقات الطفل الوجدانیة فیما بعد فی المدرسة،و تقف حائلا دون المحبة و الصداقة و التضامن بین الزملاء،و تضع التلمیذ فی موقف المغلوب علی أمره الذی لا یستطیع الدفاع عن حقوقه إذا انتکهت.
حیث ینتقل الطفل من جو المنزل المتهافت إلی المجتمع المدرسی المشبع بالتنافس،و یتعین علیه عندئذ أن یخضع لمعاییر جد مختلفة عن معاییر الأسرة،و إن هذا لجهاد قاس بالنسبة لکثیر من الأطفال الذین علیهم أن یکونوا جدیرین بالاحترامم،و علیهم أن یظهروا مالدیهم من إقدام و شجاعة و مهارة و تودد،و أن یقارنوا أنفسهم مقارنة مباشرة بأطفال آخرین من نفس سنهم،و إذا فشلوا فجزاؤهم التحقیر و السخریة و النبذ من المجموعة.
فبجانب تزویدهم بجمیع مواردنا العقلیة،و تشجیعهم علی اکتساب جمیع أنواع المهارات الفنیة و العقلیة علی حد سواء، ینبغی أن نغرس فیهم أن الابتکار و الانتاج الحقیقی أهم من الشهرة،و أن تتجنب استغلالهم أو تشجیع الزهو و المباهاة فیهم،و أن نتفادی تعریضهم للمواقف التنافسیة و لا سیما تلک التی تخلق هوة بینهم و بین زملائهم من نفس السن،و أن نشجع مجهوداتهم التلقائیة للخدمة الاجتماعیة و أن تحترمهم و نثق بأن الطفل الموهوب النمتع بالصحة النفسیة السویة سوف یکون البالغ الموهوب الذی یعتمد المستقبل علی حکمته."