خلاصه ماشینی:
"و النموذج الذی یقدمه للبحث العلمی بذلک هو نموذج منهجی شامل و مترابط، من هنا أحسست أن محاولة عرض النموذج الذی قدمه لتطبیق المدخل الفنومنولوجی فی دراسة الظواهر النفسیة المرضیة سیکون قاصرا إذا لم یأت من خلال عرض الملامح العامة للنموذج المنهجی الکلی،کما أن عرض الإطار أو النموذج الکلی سیساعد علی تحدید أبعاد و حدود دور المنهج الفنومنولوجی و مرحلته فی عملیة البحث العلمی فی هذا المجال بشکل له أهمیة حیویة فی تکوین تصور متوازن خالی من المبالغات لهذا الدور جنبا إلی جنب مع الأسالیب و الخطوات المنهجیة الأخری.
و الطبیعة الصعبة و الشاملة هذا العمل المبدئی تجعل من الحتم اعتباره غایة فی حد ذاته»**،أی أن الهدف هو الحصول علی تمثیل representation حی للظواهر التی یخبرها المرضی النفسیون و تمییز هذه الظواهر و التفرقة بینها بأکبر قدر ممکن من الوضوح ثم دراسة العلاقات المتبادلة بینها بشکل یسمح بتقسیمها و وضعها فی نظام،و حیث أننا لا نستطیع أن ندرک هذه الظواهر بوصفها خبرات ذاتیة للآخرین عن طریق الحواس أو بأی شکل خارجی مباشر(کما هو الحال فی حالة الظواهر الطبیعیة)فإن الممکن فقط هو أن نضع تمثیلا لها من خلال الأوصاف الذاتیة للمرضی أنفسهم یمکننا من التقاطها«من الداخل»بواسطة خبرة الفهم understanding أو التعاطف empathy ؛من هنا فإن هذا العمل کما یراه جاسبرز یقوم فی أساسه علی الدراسة المنظمة للخبرة الذاتیة من خلال الوصف الذاتی للخبرات الواعیة بواسطة المرضی أنفسهم و بالاستناد إلی الأسس المعرفیة(الابستمولوجیة) و المنهجیة للمدخل الفنومنولوجی."