خلاصه ماشینی:
"و تبرز فی هذا الجانب من جوانب تحلیل العمل الادبی النزعة البنیویة بمظاهرها المتطرفة،فتجعل منه جانبا مطلقا و تؤکد علی التحلیل اللاتاریخی للعمل أی من حیث هو نص منغلق علی ذاته،و غیر مرهون بأی شیء خارجی.
و قد تظهر فی العملیة الدبیة أغوار و هوی لا تسد،اذا ما کان النقد عاجزا عن صیاغة مجموعة من المعابیر الواقعیة و نقاط علام للتقویم،و اذا لم یضع المؤلفات و الاعمال الادبیة المعاصرة فی مواضعها الصحیحة تاریخیا 5-و النقد الادبی،بتأثیره علی تفاعل«العمل الادبی-القارئ» یخلق«مجالا مغناطیسیا»من الرأی العام،یتحقق فیه وجود العمل الادبی ذاته.
و لا یقتصر عسل الناقد علی تحلیل المؤلفات و الاعمال الادبیة و المقولات الواردة فیها و شرحها و تأویلها و لا علی عرض الصور و الشخصیات،الموجه لتأثیر العمل الادبی، التربوی و الجمالی،بل و یشتمل أیضا علی عمل غیر بسیط فی«التربیة الادبیة و الفنیة»للجمهور،تلک التربیة التی تسمح لوظیفة الفن،من حیث هو متعة،أن تتحقق بصورة أکمل،و للقارئ بأن یعیش بذة أکبر جمال الا بداع الادبی و الفنی.
ان طابع و اتجاه تأثیر التقالید الادبیة و التراث الادبی،و الثقافة الادبیة السالفة کلها سواء علی القارئ أو الکاتب أو العمل الادبی علی هذا التأثیر أو ذاک من تأثیرات النقد الادبی،الذی یؤثر علی تفاعل جمیع عناصر هذه المجموعة.
و قد وجدت أفکار بوشکین هذه استمرارها و تطورها النظری فی عبارة الناقد الکبیر بیلینسکی:«النقد هو قوة متحرکة،هو جمالیة فاعلة» و من أجل تحویل هذا المبدأ العظیم إلی حقیقة واقعة،لا بد من تعمیق صلة النقد بعلم الجمال،و تطویر الجوانب النظریة العامة،و المنهجیة،و التطبیقیة فی علم الجمال مع ضرورة استیعاب النقاد لما أنجز فی هذه المجالات."