خلاصه ماشینی:
"فنحن نسلم بأن النظر إلی بعض الصور لا یصدق علیه النظر إلی ذی الصورة، کما فی صورة فوتوغرافیة لشخص توفی قبل مائة عام، حیث لا یقال هنا بأنه حصل نظر أو رؤیة لصاحب الصورة نفسه، وهو میت فی قبره، إلا أنه فی مثل المرآة أو الماء الصافی أو حالات البث المباشر فی التلفزیون یصدق أن المنظور إلیه هو ذاک الشخص، غایته أن ذلک مع الواسطة، فإطلاق القول بأن النظر إلی الصورة لیس نظرا إلی ذی الصورة عرفا، وأن دعوی التساوی عرفا عهدتها علی مدعیها، غیر واضح، ولیلق الأمر إلی العرف المجرد عن البحث الفقهی الدقیق، ولیلاحظ ذلک من خلال ما قلناه، فهل یقبلون الاعتذار عن النظر فی المرآة إلی النساء بأنه لا ینظر إلیهن؟!
سادسا: حاول بعض الفقهاء تأیید التفریق بین النظر إلی الجسد والنظر فی المرآة والماء الصافی ببعض الروایات الخاصة الواردة فی باب الخنثی، وهی: أـ روایة موسی بن محمد: أن یحیی بن أکثم سأله ـ أی أبا الحسن الثالث ـ فی المسائل التی سأله عنها: وأخبرنی عن الخنثی وقول أمیر المؤمنین فیه: یورث الخنثی من المبال، من ینظر إلیه إذا بال، وشهادة الجار إلی نفسه لا تقبل؟ مع أنه عسی أن تکون امرأة وقد نظر إلیها الرجال، أو عسی أن یکون رجلا وقد نظر إلیه النساء، وهذا مما لا یحل.
نتیجة البحث الذی یظهر بمراجعة الأدلة فی موضوعی الستر والنظر فی الشریعة الإسلامیة أن الحالة والمورد الذی تحکم الشریعة فیه بحرمة الکشف أو حرمة النظر لا تمیز فیه بین المباشرة وبین حالة وجود الواسطة القریبة جدا، کالنظارات، أو المنظار؛ والمتوسطة القرب، کالمرآة، أو الماء الصافی؛ أو البعیدة، کالصور الفوتوغرافیة، أو الأفلام، بلا فرق فی ذلک بین البث المباشر وغیر المباشر، وبین الصور المتحرکة والثابتة، وبین معرفة الناظر للمنظور وعدمه، علی تفصیل وفق بعض النظریات."