خلاصه ماشینی:
"ی. ادریس (به تصویر صفحه مراجعه شود) عندما ماتت القصة القصیرة: علی أنه لم یکن یمکن لشباب الاتجاهات الجدیدة أن یفاجئوا الحرکة الأدبیة بتطویرهم الهائل لشکل القصة القصیرة و مضمونها علی السواء،مالم تمر القصة بتلک الأزمة العصیبة التی مرت بها نتیجة لتحول کتابها من جیل الوسط الی الکتابة للمسرح،فی الوقت الذی کف فیه کتابها من جیل الرواد عن العطاء،و قصاری ما کانوا یعطونه هو تجاربهم القدیمة المتکررة التی تتخذ من ذکریات الماضی مضمونا و من الأطر التقلیدیة شکلا،و تقصر عن مواکبة التیارات الطلیعیة فی العالم من حولنا،قصورها عن اللحاق فبعد رحلة طویلة و شاقة عبر التألیف الابداعی فی القصة القصیرة،منذ أن نبت هذا الفن علی ضفاف ثقافتنا الحدیثة و المعاصرة، بسیطا ولیدا کأی نبات جدید،و بالتحدید منذ أواخر القرن التاسع عشر عندما ظهرت الصحافة و انتشرت علی نطاق واسع،و کان لها أکبر الأثر فی نشأة القصة القصیرة،لأنه کما کان للتمثیلیة مسرحها،و للشعر ندواته،کان لابد للقصة القصیرة من صحافتها التی تتمدد فیها،و تصل من خلالها الی الجمهور،و صحیح أن القصة القصیرة عندنا بدأت بدایة بسیطة ساذجة اذ کانت من حیث المضمون منبرا للوعظ و الارشاد،و کانت من حیث الشکل خطابیة النبرة،مهزوزة الصورة،ضعیفة الاحکام الفنی،و لکن الصحیح أیضا أننا لا نستطیع أن نطبق أحکامنا الفنیة الناضجة علی الارهاصات الاولی للقصة القصیرة، و حسب أصحابها أنهم دکوا الأرض و رموا الأساس حتی أخذ البناء الولید یعلو و یکبر متخلصا من المنبریة و الخطابة عند محمد تیمور،متجها نحو المضمون الأکثر تحدیدا و الشکل الأکثر احکاما عند أخیه محمود،الذی یعد بحق الرائد الأول لهذا الفن."