چکیده:
یشهد التاریخ لفارس(المسلمة)أنها کانت علی الدوام،مهد الفلسفة و الفکر،حیث أضاء فلاسفة و عباقرة هذه البلاد بأنوار علمهم و فلسفتهم ظلمات العالم حتی أصبحوا نجوما و کواکب لامعة فی سماء المعرفة و القیم الروحیة.فلاسفة من أمثال الفارابی و ابن سینا و جلال الدین الرومی و السهروردی و حیدر الآملی و صدر الدین الشیرازی. من هذا الباب،کانت قلوب طلاب العلم و المعرفة فی أصقاع الأرض-و منذ الأزل- تهفو صوب علماء هذه البلاد،فانتشر التراث العلمی للمفکرین المسلمین فی فارس عبر مشارق المعمورة و مغاربها،و لکنا نتساءل،هل أصبح هذا التراث المجید فی ذمة التاریخ؟ أم أن وهج هذه الشعلة لم ینطفئ بعد؟ فی جوابنا علی ذلک نقول،أنه ربما خبا وهج هذه الشعلة المقدسة فی لحظات حالکة من مسیرة التاریخ،إلا أنها و لحسن الطالع،لم تنطفئ فی أی من تلک اللحظات،و لا تزال تنیر بضوئها درب العلم.إننا اذا ما تأملنا المسیرة الفکریة و الفلسفیة المعاصرة فی إیران، و تعرفنا علی أهم روادها و عرفنا المتعطشین لنور الحقیقة فی داخل إیران و خارجها علی هذا التراث و أهله،نکون بذلک قد قعطنا شوطا مهما فی طریق تواصل هذه المسیرة القویمة و الثریة،و تقدمنا خطوة إلی إالمام من أجل أن ینهل هذا الجیل الجدید من النمیر الصافی لهذا التراث الخالد.الکتاب الذی بین یدیک عزیزی القارئ یلقی نظرة سریعة علی سیرة بعض عمالقة الحکمة و المعرفة الإسلامیة فی إیران فی العصر الراهن.نظریة برهان الصدیقین التی تشکلت علی قاعدة الإمکان الماهوی و استحالة الدور و التسلسل،شهدت بعد ابن سینا تطورا فی مدرسة الحکمة المتعالیة،و ترکت تأثیرا عمیقا علی التراث الفلسفی و الکلامی. لقد أشکل الحکیم السبزواری علی تقریر صدر الدین الشیرازی،إلا أن إبداعات العلامة محمد حسین الطباطبائی و سماحة الشیخ آیة الله جوادی آملی فی البرهان المذکور، أوضحت مکانة هذا التقریر بین براهین إثبات وجود الله تعالی،ذلک لأن برهان الصدیقین هو أکثر البراهین التوحیدیة اتقانا و شرفا،و أن الحد المتوسط لها لیس سوی واجب التعالی. إن التقریر الشافی و الموجز للعلامة الطباطبائی عن هذا البرهان،کان،علاوة علی إثبات الوجود،فإنه برهن أیضا علی الوحدة الحقة الحقیقة،و من خلال الثقة بتفنید السفسطة،أشارت إلی أقصر السبل لمعرفة الله تعالی و إثبات وجوده.إن الکلام عن التقریر البرهانی الذی لا یحتاج إلی أی مقدمة یمکن أن یشکل المسألة الفلسفیة الأولی.إن ما هو مهم فی استکمال هذا التقریر هو أنه من أجل إثبات مبدأ التعالی،لا توجد حاجة إلی أی من المبادئ التصدیقیة،بل تکفی سلسلة من المبادئ التصوریة.الوسیط و النهائی للمرحوم صدر الدین الشیرازی،و فی الختام نقدم تحلیلا عن کیفیة وجود المعقولات الثانویة الفلسفیة من منظار الحکمة المتعالیة.علی الرغم من سمو العلوم الحسیة و الجزئیة،إلا أن قیمة العلم بالمعقولات و الهویة و الکمال الإنسانی هی فی المعرفة العقلانیة. لقد اجتاز الإنسان فی عملیة التکامل و السمو وادی الحقائق الجزئیة المحسوسة و الخیالیة عبر الحرکة الجوهریة،و نفض عن عقله و فکره غبار المادیة و الجزئیة،لیدخل مجال ملکة العقل و الحقائق الکلیة و المعقولات الأولیة،و من خلال هذه الخطوات التمهدیة و الارتقاء الوجودی بلغ نقطة الانطلاق إلی الحقیقة الإنسانیة،لیحصل علی العقل بالفعل و إدراک الحقائق و المعقولات الثانویة غیر الأولیة للوجود. بحسب منطق العلوم التجریبیة فإن ولوج العلم رهن بالإیمان بالمعقولات،و بالنسبة للعلوم التجریدیة أیضا رهن بالإیمان بالمعقولات الثانویة.فعلم المنطق،و هو علم التفکیر الصحیح،یمکن تأمینه بالمعقولات الثانویة المنطقیة،و کذلک هو الحال مع الفلسفة،و هی علم معرفة الوجود و أحکامه. من هذا المنطلق،فإن معرفة الحقیقة و کیفیة وجود المعقول الثانوی،تکتسب أهمیة و ضرورة من زاویتین ابستمولوجیة و انطولوجیة.یتناول المقال الحالی هذا الموضوع المهم من خلال فکر الفلاسفة المسلمین،حیث نناقش المبادئ التصوریة و أقسام المعقولات الثانویة،أهمیة طرح بحث المعقولات الثانویة فی الفلسفة،آراء الفلاسفة المشائیین و الإشراقیین و المتعالین(نسبة إلی الحکمة المتعالیة)حول المعقولات الثانویة،و الرأیتنقسم المقالة قسمن:القسم الأول،یبدأ بعرض عام لمحتوی قاعدة الواحد،و مسیرتها التاریخیة،و تستمر مع نظرة إلی الظروف الاجتماعیة و الفکریة الشمولیة للغزالی.القسم الثانی،نقد علی آراء الغزالی فی باب أصل قاعدة الواحد و کذلک تطبیقها علی الله تعالی.هذا المقال«الأخلاق بین النظریة و التطبیق»هو رسالة سماحة آیة الله جوادی آملی(دام ظله)إلی مؤتمر«أخلاقنا بین النظریة و السلوک»،و قد جاءت استجابة لدعوة السید عبد الله بن خالد آل خلیفة رئیس المجلس الأعلی للشؤون الإسلامیة فی البحرین. عقد المؤتمر المذکور فی العام الماضی فی البحرین.
خلاصه ماشینی:
"إحدی النظریات المهمة التی طرحت فی هذا الباب،هی نظریة سماحة الشیخ آیة الله جوادی آملی(دام ظله)فی کتابه«منزلة العقل فی عمارة المعرفة الدینیة»و التی کان لها صدی واسع.
یتناول المقال الحالی هذا الموضوع المهم من خلال فکر الفلاسفة المسلمین،حیث نناقش المبادئ التصوریة و أقسام المعقولات الثانویة،أهمیة طرح بحث المعقولات الثانویة فی الفلسفة،آراء الفلاسفة المشائیین و الإشراقیین و المتعالین(نسبة إلی الحکمة المتعالیة)حول المعقولات الثانویة،و الرأی -------------- (*)استاذ الفلسفة الإسلامیة فی الحوزة العلمیة بقم الوسیط و النهائی للمرحوم صدر الدین الشیرازی،و فی الختام نقدم تحلیلا عن کیفیة وجود المعقولات الثانویة الفلسفیة من منظار الحکمة المتعالیة.
لقد أشکل الحکیم السبزواری علی تقریر صدر الدین الشیرازی،إلا أن إبداعات العلامة محمد حسین الطباطبائی و سماحة الشیخ آیة الله جوادی آملی فی البرهان المذکور، أوضحت مکانة هذا التقریر بین براهین إثبات وجود الله تعالی،ذلک لأن برهان الصدیقین هو أکثر البراهین التوحیدیة اتقانا و شرفا،و أن الحد المتوسط لها لیس سوی واجب التعالی."