چکیده:
لقد اجمع المحققون من کتاب تاریخ الحضارة الاسلامیة علی أن مبتکر علم العروض هو
الخلیل بن أحمد الفراهیدی استاذ سیبویه. و قد بدأ عمله برصد أیقاعات الشعر العربی،
و بعد عمل علمی جاد انتهی إلی أن جمیع أشعار العرب تنحصر فی ستة عشر أیقاعا،
فسمی هذه الأوزان بالبحور الشعریة، و أعطی لکل بحر اسما خاصا به. و قد هداه عقله
المبتکر إلی أن هذه البحور تنتظم فی خمس دوائر، بحیث یمکن استخراج هذه البحور ـ
مع بحور أخری مهملة غیرمستعملة ـ من هذه الدوائر العروضیة، ثم حصر التفعیلات التی
ابتنی علیها الشعر العربی فی ثمان، و رصد التغییرات التی طرأت علی تفعیلات البحور
الشعریة، فوجدها نوعین: هما: الزحافات و العلل. و المهم أن بعض أساتذة العروض
المحدثین قد طالبوا بحذف هذه الدوائر العروضیة من منهج دراسة علم العروض، و ذلک
للأسباب التالیة: 1ـ صعوبه مأخذها خصوصا فی مرحله ما قبل الدراسات العلیا. 2ـ
إمکانیه الاستغناء عنها لعدم توقف معرفه البحور الشعریه علیها. 3ـ أن بعض هذه
الدوائر قد تفترض لبعض البحور أشکالا معینه تختلف عن أشکالها الخارجیه. و هـذه
المقاله تبین الأهمیه العلمیه لهذه الدوائر، و توضح دورها الوظیفی فی علم العروض،
کما تشرح طرق استخراج البحور الشعریه من هذه الدوائر.
خلاصه ماشینی:
"و ینتهی وزن المقتضب بانتهاء دائرته فی العدد (14)، حیث ینتهی وزنه فی الوتد المجموع (علن)، فیکون الحاصل وزن الشطر الأول الذی بتکراره یتم وزن البیت، و ذلک کالآتی: مفعولات / مستفعلن / مستفعلن مفعولات / مستفعلن / مستفعلن استخراج البحر المجتث: یبدأ البحر المجتث بالسبب الخفیف (عو) المقابل للعددین (17ـ 18)، و ذلک بعد طرح المقطع الأول (مس)، و المقطع الثانی (تف)، و المقطع الثالث (علن)، و المقطع الرابع (مس)، و المقطع الخامس (تف)، و المقطع السادس (علن)، والمقطع السابع (مف)، التی استخرجت منها بالترتیب الأبحر التالیة: السریع والمتئد والمنسرد و المنسرح و الخفیف و المضارع و المقتضب، و ینتهی وزن المجتث بانتهاء دائرته فی العدد (16)، حیث ینتهی وزنه فی السبب الخفیف (مف)، و بذلک یکون الحاصل وزن الشطر الأول الذی بتکراره یتم وزن البیت علی النحو التالی: عولات مس / تفعلن مس / تفعلن مف عولات مس / تفعلن مس / تفعلن مف مستفع لن / فاعلاتن / فاعلاتن مستفع لن / فاعلاتن / فاعلاتن استخراج البحر المطرد أو المشاکل ـ و هو بحر مهمل ـ: یبدأ البحر المطرد ـ و هو آخر أبحر هذه الدائرة ـ بالوتد المفروق (لات) المقابل للأعداد (19ـ 20 ـ 21)، و ذلک بعد طرح المقطع الأول (مس)، و المقطع الثانی (تف)، و المقطع الثالث (علن)، و المقطع الرابع (مس)، و المقطع الخامس (تف)، و المقطع السادس (علن)، و المقطع السابع (مف)، و المقطع الثامن (عو)، التی استخرجت منها بالترتیب الأبحر السابقة التالیة: السریع و المتئد و المنسرد و المنسرح و الخفیف و المضارع و المقتضب والمجتث، و ینتهی وزن المطرد بانتهاء دائرته فی العدد (18)، حیث ینتهی وزنه فی السبب الخفیف (عو)، فیکون الحاصل وزن الشطر الأول الذی بتکراره یتم وزن البیت کمایلی: لات مستف / علن مستف / علن مفعو لات مستف / علن مستف / علن مفعو فاع لاتن / مفاعیلن / مفاعیلن فاع لاتن / مفاعیلن / مفاعیلن الدائرة الخامسة: دائرة المتفق الدائرة الخامسة: دائرة المتفق سبب التسمیة: قال أبوالحسن العروضی: «إنما سمیت دائرة المتفق لاتفاق أجزائها الخماسیة، و انفکاک بعضها من بعض» (العروضی 1996: 260) شبهة أن الخلیل لم یکن علی علم بالبحر المتدانی و أن الأخفش تدارکه علیه ذکرت إحدی الروایات أن الخلیل کان یعتقد أن دائرة المتفق تشتمل علی بحر واحد فقط هو البحر المتقارب، و أنه لم یستخرج منها البحر المتدانی إلی أن جاء الأخفش الأوسط سعید بن مسعدة، فاستخرجه، و تدارکه علیه، لذلک سمی بالبحر المتدارک، و لقد أثبتنا ـ فیما مضی ـ بطلان هذه الروایة بالأدلة القاطعة التی منها: أن الخلیل نفسه أنشد قصیدتین من وزن البحر المتدانی، فکیف یعقل أن یقول مبتکر علم العروض و دوائره شعرا موزونا بوزن بحر هو لا یعرفه!"