چکیده:
لا تعیش البشریة فی آخر الزمان، إلا أنها تتعامل فی نهجها و کأنها تعیش فی آخر الزمان، و کأن القیامة ستحل علیها عن قریب!. فهل هذا الأسلوب فی التعامل هو انعکاس طبیعی و حقیقی لسبل و طراز الحیاة البشریة المعاصرة؟اصطلح بعض الفلاسفة و علماء الاجتماع المعاصرین تسمیتهم هذه الفترة بعصر «تعددالقراءات» و عصر تنوع الروایات، لکن أغلبهم یری أننا نعیش فی برزخ، مستقبلنا ظلام دامس، و ماضینا ملیء بالانحرافات و الأخطاء. فالبشریة المعاصرة لا تدعی لنفسها العبودیة، و لا ترتضی التأله، بل فصلت نفسهاعن ماضیها، و هی غیر متفائلة بحاضرها و مستقبلها. لذا، فهی تقبل أی شیء، و لا تختار کل شیء، و اصطلح الفلاسفة و علماء الاجتماع علی هذه الفترة «بعصر الحداثة» أو عصر «ما بعد التجدد». فهل هناک فترة تتصف بالیأس، و أخری بالخوف، نراها تختلف تماما عن ماهیة طبیعة الفترة التی سبقتها، حیث تکون محتاجة أکثر ما یکون الی «نبی» ینشر فیها القیم و المبادئ؟! أو هناک عصر یسمی الانسان فیه نفسه «بالاله» و ینعزل عن إرادة السماء؟!. یبتنی أساس و فکرة هذا البحث حول فرضیة «عدم خاتمیة الدین بالنبی»، و أن إحدی علائم الحیاة الأبدیة و الخلود هو «أصل المهدویة»، حیث یظهر هذا الأصل فی إطار قوانین الطبیعة.
خلاصه ماشینی:
سوق المهدویة فی عصر الغیبة و تبعیته لحوار منهج الحداثة فی قوانین الطبیعة الدکتور محمد جواد جاوید نبذة المفاهیم الأصلیة فی البحث: المقدمة اصطلح کثیر من الکتاب الغربیین و المفکرین تسمیة عصر الأنبیاء و أوصیائهم الی عصر القرون الوسطی فی أروبا «بالعهد القدیم» أو «العصر الکلاسیکی التقلیدی»، حیث تأثرت هویة الفرد و المنظومة الاجتماعیة و الدینیة و المعنویة بهذا العهد، و اتسمت بطابعه العام، فتشکلت الملوکیة و الحکومة اعتمادا علی الواقع العملی و الحقیقی للأمة، فعلی رغم وجود عدم تساوی درجات الخلوص لهذا الجوهر المثالی المتعالی و الروحانی عبر التاریخ، إلا أنه لم یکن أی تصور لدی أحد بموته، لأن کل واحد یراه معین الحیاة فی هذه الملوکیة؛ و یتعرف علی تمهید الهویة الموحدة لبقاء الجمیع، لیکون میزانا للحق و الباطل، و مفسرا لکل ذلک فی وحدته.
تعدد القراءات و الانتخاب العقلانی: إذا اعتقدنا بأن«اکوست کنت" 148 هو أول مفکر و باحث فی علم الاجتماع، قد أعاد الدین الی محور النسیج الخرافی و الاسطوری، أو معثورات الفلاسفة، لتؤدی فی النتیجة الی فشلها فی توسیع العلم بمفهوم المنهج الثبوتی 149 ، فکذلک «ماکس وبر» 150 یعد من أوائل المفکرین الذین ساقوا الدین نحو واد و جهة هی الأقل تدینا، و کان ناتج عمل مادی للدین، و لکن «کوست کنت» أقر أخیرا بضرورة تواجد الدین فی المجتمع الانسانی، و انتشر مذهب «عزل الاعجاز» 151 المادی عن العالم، و تدارک السعادة الانسانیة بعیدا عن أنظمة تأسیس الأدیان أیضا، من خلال منطق التطور، إلا أنه أذعن بقبوله النقد اللاذع و الشدید بنظرة منهج الحداثة.
BRUCE Steve, Choice and Religion; A Critique of RationalChoice, Oxford University Press, 1999.