خلاصه ماشینی:
"وکذلک شجعت هذه القوانین نشوء جمعیات کثیرة مستفیدة فی التعاون بین مؤسسات الدولة الاجتماعیـة والمجتمـع المدنی بعدما کانت هذه الجمعیات فی السابق حکرا علی رؤوس الطوائف أو المتعلقین بهم بشکل محصور، أو بعض المبادرات التی لم تشکل حالة فی عملیة التطور والتغییر الاجتماعی، من هنا تبدل مفهوم الخدمة الاجتماعیة وبات المجتمع المدنی یلعب دورا فی الظروف الصعبة التی عصفت بلبنان واستمرت هذه المؤسسات فی عملها بترکیزها علی التنمیـة البعیدة المدی، لذلک لا بد من تسلیط الضوء علی هذه المؤسسات التی لعبت دورا کبیرا حتی ارتقت الی صیاغة المیثاق الاجتماعی الذی یحمل النظرة الشاملة والکلیة للإنسان فی علاقته بالمجتمع والدولة ویظهر معنی وقیم وقواعد وضوابط الاحتکام والتصرف بما ینسجم مع ثقافة المجتمع وقیمه ، هذا المیثاق الذی رعته وزارة الشؤون الاجتماعیة انطلاقا من الرؤیة المشترکة التی تصبو الی الدولة المدنیة المبنیة علی المواطنة...
دور مؤسسات المجتمع المدنی فی لبنان : لعبت الحرب اللبنانیة دورا کبیرا فی توسیع وتفعیل عمل مؤسسات المجتمع المدنی حیث عملت هذه المؤسسات علی ملء الفراغ الذی أحدثه غیاب الدولة، خصوصا فی مجالات الإغاثـة والطوارئ، وهی بالتالی جذبت عددا کبیرا من المتطوعین، وتوسع عملها فی تلک المرحلة لتقدیم بالإضافة الی الخدمات الصحیة ، الخدمات التعلیمیة وإقامة برامج محو الأمیة وتنمیة الریف ، کما وأقامت حینها شراکات مع الحکومة (الغائبة أساسا فی تلک الفترة فی الکثیر من المناطق)والأمم المتحدة ووکالات أجنبیـة ومنظمات غیر حکومیة، وساهمت الطوائف فی نهضة هذه المؤسسات فظهرت جمعیات تعمل فی مجتمعات ومناطق محددة، بالإضافـة الی أن بعضها کان یرتبط بالأحزاب السیاسیة، أو برجالات السیاسة بهدف تقدیم خدمات تعود بالنفع علی بعض الفئات ."