خلاصه ماشینی:
علم النفس فی القرآن الکریم: قد یکون مبالغاً فیه، الإدعاء أن هذا المقال یتناول علم النفس القرآنی؛ ولکن یمکن القول أنها محاولة متواضعة فی هذا المجال؛ فعند مراجعة الآیات القرآنیة نجد أمامنا عدة نماذج عالجت موضوعات النفس البشریة: النموذج الأول: وفیه الآیات التی تذکر البنیة التأسیسیة للنفس البشریة، قال تعالی: "ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها" (الشمس: 7 - 6) وقال تعالی: "إن الإنسان خلق هلوعاً * إذا مسَّه الشر جزوعاً * وإذا مسَّه الخیر منوعاً" (المعارج: 21 - 19).
وقال أیضاً: "وإن مسّه الشر فیؤس قنوط" (فصِّلت: 49) وقال أیضاً: "خلق الإنسان من عجل سأوریکم آیاتی فلا تستعجلون" (الأنبیاء: 37) وقال سبحانه: "وتأکلون التراث أکلاً لمّا * وتحبون المال حباً جمّاً" (الفجر: 20 - 19) وهناک آیات عدیدة فی القرآن الکریم تشیر بشکل مباشر أو غیر مباشر، إلی عناصر تکوین البنیة النفسیة للإنسان، ومن خلال الآیات المذکورة یمکن أن نستخلص العناصر التالیة: العنصر الأول: إزدواجیة المیول لدی النفس الإنسانیة (فألهمها فجورها وتقواها...
ویظهر من خلال هذه النماذج أن الطغیان صفة تتلبس الشخصیة الإنسانیة عند الاستغناء، ویطلق علیها فی بعض المصطلحات: البطر، وفی مجملها تعنی تجاوز حدود التوازن التی تکفلت الشریعة المقدسة به، وهذا التعدی للشریعة وحدودها یدخل ضمن مفهوم الظلم، ومن هنا فإن الظلم هو الخروج بالنفس البشریة عن حدود الاعتدال مما یترک أثره علی الشخصیة البشریة، ویتعداها إلی المجتمع.