خلاصه ماشینی:
"فماذا کانت رؤیة الإمام الخمینی ( للدین، وعلی أیة أهداف کانت تنطوی؟ وماذا هو توقعه وانتظاره من الدین، والقیام بالثورة، وتشکیل الحکومة الإسلامیة؟ هل ترکزت تطلعاته علی رفض الظلم والسعی لعزة المسلمین، أم إلی أهداف أخری مثل الدیمقراطیة والحریة، أم إلی التنمیة الاقتصادیة وتحسین الوضع المعیشی للناس؟ وحتی نؤسس الحکومة الدینیة هل من اللازم أن نلحظ الأهداف الدنیویة فقط، وبدون تلک الرؤیة الدنیویة لا یمکن إقامة الحکومة؟ ألا یمکن أن تهتم الحکومة الدینیة بالأهداف الدنیویة والأخرویة معا، وأن تتخذ من مقولة ((تغییر المجتمع من الداخل والخارج)) شعارا لها؟ کیف کانت رؤیة مؤسس الدولة للثورة وللنظام السیاسی؟ هل کان یری أن الثورة والحکومة الإسلامیة متعلقة بالدنیا ولا دخل لها بالثورة الأخرویة التی تحصل داخل الإنسان؟ وهل اهتم فقط بتغییر وضع المسلمین عندما أقام الحکومة الإسلامیة فی إیران؟ وهل أن أقصی ما أمله من الدین کان سعی مسلمی العالم إلی العزة وعدم التبعیة لأی قوة؟ أم أنه کانت لدیه أهداف أعلی وأسمی کان یسعی وراءها، وأن رؤیته للدین والثورة الدینیة منبثقة من الأهداف الدنیویة والأخرویة معا؟ وبالنسبة لتغییر وضع العالم، هل یمکن أن تکون هناک أهداف أخری تسعی الثورة لتحقیقها، إلی جانب عزة المسلمین کونها أحد الأهداف الأساسیة للثورة، مثل الحریة، والاستقلال، والتنمیة الشاملة، ومحاربة الظلم فی شتی أنحاء العالم؟ ما هو الهدف الذی سعی لتحقیقه قبل کل شیء وأکثر من أی شیء آخر؟ وعلی أی أساس متین کانت رؤیته الأولیة والرئیسیة مبنیة؟ إن طرح مثل هذه الأسئلة یعزز أبحاثا مهمة جدا حریة بالبحث والتقویم، اعتمادا علی السنوات الطویلة من تجربة الخمینی وسعیه لإقامة الحکومة الإسلامیة، وبناء علی سیرته النظریة والعملیة بهذا الخصوص."