ملخص الجهاز:
"-أما الباب الثانی من الکتاب و عنوانه جبل عامل و الاحتلال الصلیبی،و عهد الممالیک،فإن الجبل کما نلاحظ کان أرض نضال أیوبی و مملوکی ضد الصلیبیین، لأن المسؤولیة فی هذه المرحلة کانت إسلامیة شاملة و لم تکن عاملیة فقط،و الجبل العاملی کما تشیر المصادر لم ینتقل من حالة أرض النضال،إلی مرحة شعب النضال،إلا فی نهایة القرن السابع الهجری/الثالث عشر المیلادی،مع المرجعیة الدینیة،و القیادة الاجتماعیة التی تسنمها الشهید الأول محمد بن مکی،المستشهد علی ید الممالیک فی دمشق سنة 776 هـ/1384 م،حیث بدأ النضال الطاهر فی سبیل حریة المعتقد،و فی سبیل الحق بالحیاة،لرد عسف الحکام فی استغلال أرزاق الناس،و اقتصادیات البلاد من قبل الإقطاعیین،و الإقطاع الذی ظهر فی المنظقة ثم قوی فی القرن الرابع عشر المیلادی.
و یدخل العاملیون بین الاستقلال و بین سنة 1958 مرحلة البحث عن القائد فی ظل الاستقلال الناجز و قبل أن یدرکهم القنوط تتوج المرحلة بالأمل،و بظهور الإمام السید موسی الصدر علی الساحة،و الذی کان علی إحاطة تامة بأبعاد الواقع اللبنانی و العاملی،و رغبة عمیقة فی الانفتاح العاملی علی مجمل العائلة اللبنانیة، و شعور بالخطر الصهیونی الأکید علی الوطن،و تعاطف تاریخی مع القضیة الفلسطینیة،لتتج مواقفة زخم النضال العاملی المستقرة جذوره فی أعماق التاریخ کما فی أعماق النفوس،و کان التعاطف الشعبی مع طروحاته ما سمح له بتهیئة المواطنین للسلم فی الحرب الأهلیة بمیثاق حرکة المحرومین من کل اللبنانیین، و للمقاومة ضد إسرائیل،و اعتداءاتها المتکررة و حروبها المنظمة ضد الجنوب خاصة و لبنان عامة،هذه المقاومة التی عقد لها جهاد بنوت الباب السابع لفصوله الخمسة کلها و بصفحاتها الخمسین و التی وصفها بتفاصیل ثمنیة فی أشکالها العسکریة المتعددة،حیث تعتبر مضامین هذه الفصول لیست من التاریخ و لیست من الذاکرة لأنها فصول معاشة عاناها العاملیون بدمائهم المسفوحة علی أعتاب الوطن،و ببیوتهم المهدمة لأجل الوطن و بتشردهم المتکرر فی أرض الوطن،و بالهجرة فی أحیان کثیرة إلی خارج الوطن،لیدفعوا أکثر من کل العرب،الضریبة عن کل العرب."