Abstract:
أدب المقاومة مفهوم جديد قلّما تناوله الكتّاب؛ ولكن لطالما كتبَ الشعراء في البلدان التي عانت من القهر والظلم والاحتلال، عن آلام المظلومين والمستضعفين وعبّروا عن أملهم بالانتصار. ولأنّهم عدّوا أنفسهم من تلك الشعوب ورأوا أنفسهم وسط ميدان المعركة، نظموا الشعر في ضرورة النهوض ورفع الصوت وخوض المعركة وحتّى في شرف الاستشهاد في سبيل إحقاق الحق الحريّة. إيران ولبنان يقعان في منطقة من العالم كانت لعقود من الزمن محطَّ أطماع واعتداءات المستكبرين، ولطالما شهدت شكلًا من المقاومة تناولهُ الكتّابُ ولا سيّما شعراء تلك المنطقة. علي معلم الدامغاني الإيرانيّ ومحمّد علي شمس الدين اللبنانيّ كلاهما كانا اللسان الناطق المعبّر عن شعبيهما؛ لقد نشآ في أرضٍ ذات تاريخ عميق وثقافة غنيّة، وكانا رجلَين يتمتّعان بالرجولة وقد خرجا من حَمم نيران نماريد هذا العصر وفراعنته، كطائر الفينيق مدافعَين عن الصمود والحريّة، وبشّرا الجميعَ بالنصر النهائيّ وبمجيء المخلّص (أليس الصبحُ بقريب).
Machine summary:
المقاومة، شعر المقاومة، محمّد علي شمس الدين، علي معلم الدامغاني، الوطن، الشهادة، الانتظار بجهوزيّة، المشرق الإسلاميّ- العربيّ 1- مقدّمة: الأدیب ولا سیّما الشاعر مطالب بأن یتفهّم الحیاة وأحداثها قبل أن یکتب ما یکتب، فعلیه أن يفهمها من خلال تجربته ومعاناته الصمیمة، حتّی یتمكّن من نقلها على لسانه بصورة شعريّة معبّرة إلى الآخرين.
في هذا المثنوي الذي نظمه الشاعر قبل انتصار الثورة بأربع سنوات 2 ، یحدّد مسألة الانتظار بشروطٍ ویقول: قسمًا بالعصر من یرحل باستمرار، وهو تائهٌإنّ الإنسان علی هذه الأرض في خسران دائمإلّا أولئك المتمسّکون على الدوام بالولایةالمتيقّظون والمستعدون، وهم معنا دائمًایأتون لیلًا من أدنی الخفاء إلی أعلی علّیینعندما یُحین الأوان یأتون أفواجًا أفواجا(الدامغاني: الدیوان، ص 15) قسم به عصر که پیوسته پوی آواره ستکه بر بساط زمین آدمی زیانکاره است ) {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}، الأنبیاء: 105؛ {لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}، الزمر: 53.
المصطلحات الفردیّة في شعر محمّد علي شمس الدین: في قضیّة الوطن: یقول الشاعر في قصیدة "دخان القری": هو القلب..
وفي استخدامه الأفعال والعبارات التي تبیّن قدسیّة هذه الأرض؛ حیث یقول: فاسجدوا ها هنا واخلعوا النعل قبل الدخول إلی أرض "أرنون" 2 صلّوا فقد حان وقت الصلاة (شمس الدین: الأعمال الشعریّة الکاملة، 2009، مج1، ص75) یکتب الشاعر هذه القصیدة بعد نجاح المقاومة الإسلامیّة في جنوب لبنان، وبعد تحرّر أرض الجنوب من براثن العدوّ الصهیونيّ.
(شمس الدین: الأعمال الشعریّة الکاملة، 2009، مج 2 ،ص 499) یشیر إلی استمراریة مواجهة العدوّ مع أحرار العالم ممن ساروا على نهج الحسین ) یشرح الشاعر في هذه القصیدة مؤامرة زعماء العرب ضد سیّد عبد المجید الخوئيّ الذي قُتل عند عتبات النجف.