چکیده:
لا یمکن أن نفکر بوحدة العالم الاسلامی دون تفکیر جاد بالتحدیات التی تواجهه، وأهم
هذه التحدیات هی: الغزو الثقافی والسیاسی والوجود الصهیونی. الباحث یلقی الضوء علی
تحدیات القوی المعادیة، ویبین بالأرقام طبیعتها وسبل عملها، والموقف الذی یجب علی
المسلمین اتخاذه تجاهها.
خلاصه ماشینی:
"هذه المقولات بحاجة إلی مناقشة هادئة بدایة إذا جاز لنا استخدام المنهج التاریخی النقدی لمناقشة ماحدث لواقعنا الحضاری العربی الإسلامی خلال الأعوام المائتین الأخیرة من تطور، فإن ثمة نتیجة هامة یمکن الانتهاء إلیها، وهی أن عملیة الصدام مع الغرب الثقافی والعسکری تکمن خلفها وبانتظام الأسباب الرئیسیة لتخلفنا وتشرذمنا السیاسی والثقافی خاصة عندما تفتقر الأمة إلی الإدارة السیاسیة المستقلة وإلی القیادات الحاکمة القویة بسیاستها ومؤسساتها الاجتماعیة، عندئذ یکون التخلف والتشرذم وفقدان القدرة علی التحدی أو المواجهة نتیجة ملازمة لأی صدام مع الغرب(10) وفی حال غیاب القیادة الحضاریة الواعیة والسیاسات والمؤسسات الوطنیة المستقلة فإن استقدام الغرب یمثل تطورا طبیعیا فی شکل العلاقات الدولیة بین المجتمعات التابعة وتلک المتبوعة، فالغرب إذن کان دائما مستعدا للصدام معنا حسب استعداد التربة السیاسیة والاجتماعیة، وتوافر الإطار الحضاری الذی یستقبله ولم یقل أحد من المهاجمین للغرب بأنه کان - إجمالا - عدوانیا وتوسعیا کما یزعم البعض من الذین تربوا فی مؤسسات الغرب الثقافیة فدافعوا عنه بالحق وبالباطل معا وبلا امتلاک لنظرة انتقادیة تفرق بین الإنسان فی السیاق الحضاری الغربی إجمالا وبین الوافد الغربی عندما اصطدم بحضارات الشرق فی تطورها الأخیر فافترسها ولم یتفاعل معها ومارس أسوأ ما فی الغرب تاریخیا علیها."