خلاصه ماشینی:
"إن عجز الدولة العثمانیة عن الاحاطة بکلیات السیاسة الاوروبیة و مظاهرها الفرعیة و ما تنطوی علیه من معطیات جدیدة أحالها إلی قوة عاجزة عن إدارة الصراع بما یتناسب و معطیاته القائمة،مما دفع هذ الدولة فی سیاق من التراجعات تمهد الواحدة منها للأخری کما إن تجربة محمد علی اللاحقة،و التی حاولت أن تبنی سیاسة ماجهة لاوروبا علی قاعدة التشبه بالقوة الاوروبیة نفسها،لاقت المصیر نفسه لأنه توهمت أنها قدرة عبر بناء مؤسسات الدولة التحدیثیة حول الجیش،أن تلعب علی تناقضات الدول الاوروبیة.
و تعتبر المرحلة لممتدة بین سقوط القسطنطینیة عام 1452 و النصف الأول من القر الثامن عشر عنوانا لهذه المرحلة الانتقالیة التی ترسخت فیها،و بشکل نهائی،خیارات السلطة الجدیدة،إلا أن هذا الخیار الجدید الذی أعطی للدولة العثمانیة قوة دفع کبیرة فی مواجهة تحدیات الغرب و ثبت میزان القوی لاصلح هذه الدولة،قد أدخل، من جهة ثانیة،العشوب المنضویة تحت لواء السلطنة العثمانیة فی مرحلة ن الاستقرار و الرکود أدت إلی جمود الأمة و ضبط حرتها تحت سقف الدولة.
د-ان معالجة التحدیات الداخلیة للثورة لا تنفصل ألبتة عن معالجة التحدیات التی تواجه العالم الاسلامی بشکل عام: و انطلاقا من واقع نظام التبعیة نفسه،و بغض النظر عن الموقع الایجابی الذی تحدثه أیة ثورة تقوم فی أحد أرجاء العالم الاسلامی،ینبغی أن تبقی لدی الثورة قناعة تامة مفادها أن واقع الشعوب الاسلامیة الأخری یختزن توجها فعلیا للخروج علی معادلات التبعیة،و هذا واقع موضوعی لا یمکن أن تلغیه ارادة القوی الکبری و أدواتها المحلیة،لذا،یمکن للثورة التی قطعت مسافات کبیرة فی تحقیق مشروعها أن ترسم أهدافا سیاسیة مرحلیة تسهم فی تدعیم ارادة التحرر هذا و التی یمکن أن تشکل فی أیة لحظة رافدا جدیدا یعطی للثورة بعدا أشمل و أقدر علی الثبات و الاستمرار،دون أن تکون بدیلا عنها، و هذا ما یضمن للثورد القدرة علی الثبات و الاستمرار برغم طول المرحلة الممتدة بین امکانیة الثورة و واقع تحولها إلی معطی إیجابی فاعل."