خلاصه ماشینی:
(25/761) الکاتب : محمد رشید رضا__________الوهابیون والحجازعود علی بدءالمقالة الثانیة [*]بینا حقیقة الحال التی کان علیها صاحب نجد عند عقد المعاهدة , التی نشرهافی هذه الأیام الملک فیصل ؛ لیثبت بها أنه قد سبقه وسبق أباه وأخاه عبد الله فیجعل بلاده تحت حمایة الإنکلیز , وقام أنصارهم یقولون فی دعایتهم لهم : إنهم إذالم یکونوا خیرا منه فی هذا فهم مثله , فما وجه تفضیله علیهم ؟ ولماذا ینتصر لهالعالم الإسلامی , ویود جعل الحجاز تابعا له من دونهم ؟ فعلم بذلک بعض الفرقالجلی بین عملهم فی إضاعة أکثر البلاد العربیة , وعمله فی وقایة ملکه من السقوطبغزو الإنکلیز له من الخارج , وغزو ابن الرشید له من الدخل , فی مقابلةالاعتراف لهم بأمور سلبیة , یذهب بأثرها الزمان , وسنبین هذا الفرق من سائروجوهه بعد إنجاز ما وعدنا به من بیان مضمون مواد هذه المعاهدة , ومن الکلامعلیها من الجهة العامة , فیعلم من لم یدرس هذه المسائل أن هذا البیت الحجازی لمیعتبر بشیء من التجارب والرزایا التی نزلت بالأمة التی تصدی لزعامتها , والتینزلت بجمیع زعمائه هو أیضا , وأنه لا یزال یطمع فی إضلال الأمة العربیةوجمیع الشعوب الإسلامیة , وإیهامهما بالدعایة الکاذبة أن الذین سلوا سیوفهم معالأجانب وقاتلوا معهم حتی ملوکهم بلاد العرب من حدود مصر إلی خلیج فارسخیر للإسلام وللعرب , ممن أسس لهما ملکا جدیدا لیس لأجنبی ما أدنی نفوذ فیه ,ثم أنقذ الحجاز من السیطرة الأجنبیة , والمظالم الطاغوتیة ؛ لیجعل الأمر فیه لأهلهوللمسلمین دون غیرهم , وهاک مضمون مواد المعاهدة کما نشرتها جمیع الجرائدالمشهورة .