خلاصه ماشینی:
"نحن لا نسوغ لأنفسنا أن نعیب أحدا ممن کان حظهم قلیلا من علم أخلاقالناس ، ولا ندعی أن نستطیع بالکلمات القلیلة التی نقولها الآن بمساعدة وإذن منالصدد أن نودع فی أفکارهم علما جدیدا واسعا ، ولکنا نستطیع أن نذکرهم بأن أخلاقالأفراد لیست علی شاکلة واحدة بل منها ما هو فی أسفل السفل ومنها ما هو فیأعلی العلی ، ومن الناس من یغلب علیه من الصدق والإخلاص ما یملک قلوبهمویجعلها بعیدة عن التصنع والریاء ، وعن الارتیاب بالأمور التی لیست غریبة عنمحیط القدرة والحکمة والعنایة الأزلیات إذا حدث بها المعروفون عندهم بالصدقوالأمانة ، ویجعلها قریبة من کل ما فیه تمجید اسم الفاطر جل وعلا ، وتعظیم مظاهرأمره وسره ، وبعد هذه التذکرة نستطیع أن نقول لهم : إن سیدتنا هذه کانت من أهلهذا الخلق الجلیل کما تشهد سیرتها ، ومتی زحزح هؤلاء عن مرکزهم فی علمالأخلاق سهل علیهم أن یشترکوا معنا فی معرفة أنه لیس محکوما علی خدیجةبالحرمان من الإیمان الصحیح المبنی علی أسباب صحیحة ، لا علی کونه بعلها .
الذکی یفهم من هذا المثال : أن بحث الخوارق المدون فی کتب جمیع الملل لایقف أمام نفخة من روح الله الحکیم إذا أراد عز وجل إعلان الغیرة علی حکمتهوسنته ، ویفهم أیضا أن الدین الذی هو من أکبر هدایا العنایة الأزلیة لا یتوقف علیها ؛إذ لو توقف علیه وکان لا بد فی ظهور صدق المأمور بتبلیغه من ظهور خارقة لماتیسر تصدیق أحد ؛ لأن کل واحد حینئذ یخترع فیقترح صورة من الخوارق لسننالله ، وناظم الکون سبحانه لم یشأ إلی الآن نثره علی ما یهواه المقترحون ."