چکیده:
تعتبر " الاصالة المهدوية " من المواضيع الأساسية ذات الصلة والعلاقة بمسألة الإمامة والذي يلعب برهان ذلك دوراً حاسماً في منح الأمل والثقة لمن ينتظر المهدي الموعود؟عج؟. وقد حظيه هذا الموضوع ونتيجة أهميته القصوى بإهتمام الباحثين والمحققين والعلماء الأعلام وصبوا جل إهتمامهم بالبحث والدراسة فيه. ومن جملة العلماء والمفسرين المعاصرين الذين قاموا بالتحقيق والبحث في هذا الجانب ومن جهات مختلفة منها العقلية والقرآنية والروائية والفطرية والتوحيدية والكرامتية والإجتماعية هو المرحوم آية الله الصافي الكلبايكاني. وتسعى المقالة التي بين أيدينا ومن خلال الإعتماد على الآيات القرآنية والإستفادة من المصادر المكتوبة والبرمجة الموجودة البحث في الاصالة المهدوية التي تستند على القرآن الكريم وذلك من خلال التأكيد على رؤية وفكر هذا المفسر والفقيه الشيعي الكبير عبر الكتابة بالإسلوب الوصفي – التحليلي. ويمكن أن تشير هذه الدراسة وبواسطة الإستفادة من آيات القرآن الكريم والروايات التفسيرية وكذلك الإستعانة من آراء ونظريات المرحوم آية الله الصافي الكلبايكاني الى نتيجة مفادها: هي إن إثبات الاصالة المهدوية يكون من جهات عدّة ومختلفة من قبيل إنتصار حزب الله ونصرة جيشه ونصرة الأنبياء والمؤمنين، الثبات على الحق، وزوال الكفر ومحقه، دعم ونصرة وإمامة المستضعفين، خلافة ووراثة الصالحين، إنتشار الدين الإسلامي الحنيف في جميع بقاع المعمورة والنصرة على جميع الأديان، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، وإندفاع القوة وحصولها لدى الإمام المهدي الموعود؟عج؟ وأعوانه وأنصاره. لاشك ولاريب فإن العقيدة المهدوية وعملية الإنتظار هي عقيدة إسلامية من ورائها وتدعمها أدلة وبراهين عقلية ونقلية قوية، ونظراً الى أهمية هذا الموضوع وتأثيره على عقيدة ورؤية الإنسان فقد أخذت هذه المقالة على عاتقها مسؤولية البحث في كيفية الإعتقاد على معرفة النفس ومعرفة البارئ عز وجل والإمام وذلك من خلال إعمال الأسلوب الوصفي – التحليلي. وقد أظهرت النتائج الحاصلة من هذه الدراسة بإن عملية الإعتقاد والإيمان بالقضية المهدوية والإنتظار يولد معرفة الإنسان بالله تبارك وتعالى، وبالطبع فإن مستوى المعرفة الدينية يزداد وذلك عبرّ النظرة العامة الأكثر شمولاً. وبطبيعة الحال فإن هذا الإعتقاد والإيمان في مجال معرفة الإمام بدوره يؤدي الى زيادة المعرفة أيضاً وبالتبعية يسبب الى زيادة الحب والولع بالإمام، ومن خلال معرفة الإمام تحصل المعرفة بالنسبة الى الهدف الغائي والمنشود والمعرفة بالحكومة الحقة والأصيلة والقبول بولاية الفقية وهذا الإعتقاد تكون نتيجته هي معرفة النفس وتشخيص الوظائف الفردية والإجتماعية الملقاة على كاهل الإنسان في مجال المهدوية والإنتظار، ومن هذا المنطلق فإن هناك علاقة متقابلة بين معرفة الله تعالى ومعرفة الإمام ومعرفة النفس، وإن كل واحدة منها يترك تأثيراتها بشكل من الأشكال على الأخرى. إن " الإنتظار " هي ظاهرة لها دور فعال وعملي في الحياة الإنسانية وهي على تقاطع مع الرؤية المنتشرة والرايجة والتي تبتني على ان عملية الإنتظار هي امر مذموم وغير مطلوب. ولاشك فإن الشخص المنتظر ومع استمرارية الغيبة يتمتع بنعمة الإنتظار وذلك من أجل تكامل نفسه وبالتالي إيجاد الأساس الاجتماعي للظهور وطلب العون لتحقيق الحكومة العالمية. ولعل بيان رؤية آية الله الصافي الكلبايكاني وهو احد مراجع التقليد العظام للشيعة وصاحب نظرة ثاقبة في مجال المهدوية في خصوص الوظائف والمسؤوليات والتطبيقات الإجتماعية للإنتظار تحظى بإهمية مضاعفة. وطبقاً لرؤية سماحته فإن الإنتظار هو الضامن والداعم لبقاء وديمومة المجتمع الشيعي والممهد لتحقيق الحكومة العالمية العادلة وقد تم كتابة هذه الدراسة في جانب تحليل الوظائف الإجتماعية للإنتظار في فكر ورؤية آية الله الصافي الكلبايكاني. ومن جملة النتائج المهمة التي استخلصتها الدراسة هذه هي: إن بعض التطبيقات والوظائف الإجتماعية التي تترتب على الإنتظار تكون من قبيل تحقق العدالة الإجتماعية في المجتمع، ومنع أي تراجع وقهقري نحو الثقافة الجاهلية، والمقاومة والإستقامة في مقابل القيادة الفاسدة والجهاد والنضال مع أشكال الإنحرافات. وتم إستعمال منهج الجمع المكتبي واستعمال الاسلوب الوصفي – التحليلي في المنهجية الفكرية. من الطبيعي القول بإن دور الإعتقاد والإيمان بالمهدوية والتي تعتمد على الثقافة المهدوية لها القابلية لبيان الآراء والنظريات وتقديم الحلول الإستراتيجية في مجال الجوانب الإنسانية والإجتماعية المختلفة. ويبرز ويتجلى تأثير هذا الإعتقاد على الثقافة الدينية الأسرية في جميع الجوانب الحياتية السياسية – الإجتماعية والفردية بصورة مادية ومعنوية، وتلعب الأسرة المهدوية دور لابديل له في النظام المثالي والرباني وذلك بقيادة الإنسان الكامل والخليفة الإلهي وبالتالي تهيئة الأرضية والمناخ المناسب والملائم للظهور كي يعم العدل والحكمة جميع بقاع العالم. وقد جرى تنظيم هذه المقالة والتحقيق على أساس الأسلوب الوصفي – التحليلي ومنهجية جمع البيانات والمعطيات والأسناد والوثائق المكتبية والمصادر التاريخية والحديثية عبر محورية الآثار والمؤلفات التي تركها سماحة آية الله الصافي الكلبايكاني. وتظهر النتائج التي خرجت بها هذه الدراسة إن الإعتقاد والإيمان بالمهدوية وبلحاظ الجانب المادي والمعنوي لها آثار على الثقافة الدينية للأسرة إذ يمكن لها أن تجمع أعضاء الأسرة الواحدة حول محورها وتجعلهم صفاً واحداً وتمنحهم الهوية والصبغة الدينية الواحدة واما بلحاظ الوظائف الإيمانية بالمهدوية فهي تتجلى، في إيجاد الفضاء الخلاق والمناسب للجيل المستقبلي، والإنموذج التربوي والتربية الأخلاقية الفاضلة، والعدالة، وتعزيز روح الأمل، وتقوية العلاقات الأسرية، وتسمية الأبناء، وإعطاء الصدقات، وتعزيز القيم المهدوية في مساحات التعليم في نمط الحياة لمنتظري المهدوية. لقد كان سماحة آية الله الصافي الكلبايكاني عالماً مضطلعاً وواعياً بالظروف الزمانية وما يجري في موضوع الإنتظار ولهذا فإن رؤيته في ميدان الأوضاع الحالية يمكن ان تكون خارطة طريق مناسبة , ومن هذا المنطلق فإن المقالة التي بين أيدينا ناظرة وتهدف الى دراسة دور المراة المنتظرة وعملها في تربية الجيل الصاعد المنتظر من وجهة نظر سماحته. وقد تم كتابتها بالإسلوب الوصفي – التحليلي والإستعانة من المصادر المكتبية لاسيما الآثار التي كتبها آية الله الصافي الكلبايكاني. وتظهر النتائج الحاصلة من هذه الدراسة إن المراة التي تنتظر ظهور الإمام؟عج؟ يمكن لها في الجانب الفردي ومن خلال التفاني والتضحية في الأبعاد المعرفية والعاطفية والسلوكية وفي مقام الأمومة وعبر السعي في توفير وتأمين الصحة الجسدية – النفسية والنمو الفكري والتكامل المعرفي والتربية الحماسية وزيادة محبة أبنائها بالنسبة الى الإمام صاحب العصر والزمان؟عج؟ وترويج طريقة الحياة المنتظرة في وسط الأسرة ان تأخذ على عاتقها مسؤولية تربية الجيل المنتظر وكذلك يمكن أن تلعب وبواسطة حضورها الفعال في أوساط المجتمع ومواقع التواصل الإجتماعي ورعاية حدود العفاف والحجاب وبيان مكانة المراة في الثقافة الإسلامية الغنية وإيجاد الوعي والشوق والآمل في نساء المجتمع بإعتبارهن أمهات لجيل منتظر، وتقوية آواصر الأسرة وبنائها كونها مركزاً لصنع وتربية هذا الجيل دوراً حساساً ومهماً في هذا المضمار.