خلاصه ماشینی:
"التقدیم و المناسبة: لما زجر الله فی الآیات السابقة عن الزنا و القذف به،ناسب أن یأمر فی هذه الآیات بالاستئذان عند دخول بیوت الغیر،لأن ترکه قد یؤدی إلی ذلک،فالبیوت لها حرمتها و کلها عورات،فالهجوم علیها بدون إذن یؤدی إلی کشف العورات البدنیة،و عورات الطعام،و عورات الأثاث،و عورات المشاعر،لأن الإنسان فی بیته قد یکون علی حالة لا یرضی أی یری علیها،فدخول شخص علیه بدون إذن فجأة و هو غیر متهییء لاستقباله فیه إساءة إلی مشاعرة و سوء أدب معه،و ربما أدی ذلک إلی وقوعها فی قلبه،ثم یتطور هذا إلی لقاءات یغذیها الشیطان و یبارکها فتحصل جریمة الزنا التی یرید الله أن یطهر المجتمع المؤمن منها بما یشرعه من الأحکام و الآداب التی تقی منها،کأدب الاستئذان فی هذه الآیات.
و فی الخاتمة:أهم نتائج البحث،و هی: أن«سورة النور»کما رکزت علی عقوبة الزنا و القذف،رکزت علی ذکر الوسائل الواقیة منهما،لأن الشارع إذا حرم شیئا حرم الوسائل المؤدیة إلیه،و أوجد البدائل التی تغنی عنه،و من الوسائل التی تقی من الوقوع فی الزنا تحریم إشاعة الفاحشة بین المؤمنین و الاستئذان عند دخول بیوت الغیر، و غض البصر و حفظ الفرج من الرجال و النساء،و نهی المرأة عن إبداء زینتها للرجال الأجانب و الحث علی الزواج و الترغیب فیه،و تحریم زواج المؤمنین بالزناة،و غیر ذلک من الوسائل التی تناولتها السورة و أکدت علیها،فیجب أن نستفید مما ورد فی هذه السورة من آداب الستر و العفاف التی تصون العرض و تحفظ النسل و تقی المجتمع من جریمة الزنا و القذف."