خلاصه ماشینی:
"و نقلت الکاتبة عن هذه المذیعة ما ذکرته فی حدیث صحفی من«أنها حریصة علی قواعد اللغة الصحیحة لأنها هی المرجع و الأساس،و أن واجب المذیع الأول الذی یسمعه کل الناس هو أن یؤکد القاعدة السلیمة-المرجع- لا أن ینحنی للدارجة العامیة التی تعجز فی النهایة عن التعبیر الأصدق لأبعاد الکلمة و معانیها».
و لا بد لنا،بادئ ذی بدء،و نحن نتحدث عن اللغة العربیة فی وسائل الإعلام المسموعة و المتلفزة،من أن نشید بعدد من مذیعاتنا و مذیعینا الکرام فی الإذاعة و التلفزیون،هؤلاء الذین یحرصون کثیرا علی سلامة النطق و صواب اللفظ و عدم الوقوع فی أغلاط النحو و الصرف.
-ولست هنا لأتحدث عن رکاکة الترجمة و سقمها إلی درجة العجز عن فهم ما یقصد بها-علی أنی أقف عند بعض الأفعال الماضیة الناقصة، و الأحرف المشبهة بالفعل:«کان و أخواتها»و«إن و أخواتها» فعوضا عن أن یقال«کان فی الدار رجل»ینصب اسم کان المتأخر، (1)«أقرب الموارد».
و قد رأی بعض الکتاب أن هذا فی مقدمة ضرورات استخدام العربیة الفصحی،لغة فی الحوار التمثیلی فإن«استعمال اللغة الفصیحة یساعد علی التواصل اللغوی- و الثقافی...
و لئن کان مما یلفت النظر،أن کتاب المسرح فی الوطن العربی فی العقود الأخیرة،أمسی کثیرون منها یکتبون مسرحیاتهم باللغة العربیة الفصحی کالمغربی عبد الکریم برشید فی«مرافعات الولد الفصیح»و العراقی عادل کاظم فی«الزمن المقتول فی دیر العاقول»و المصری الفرید فرج فی «الزیر سالم»و السوری علی عقلة عرسان فی«الغرباء»و سعد الله و نوس فی «حفلة سمر من أجل 5 حزیران»إلا أن ذلک لم یحسم الأمر،و بقیت المشکلة معلقة..
و بعد،فإنی لیخیل إلی أن حل مشکلة هذه الأزدواجیة اللغویة علی نحو جذری،مرتبط بنمو أمتنا التعلیمی و رقیها الثقافی،و سوف تظل مطروحة مادام فی الوطن العربی أمیون ترتفع نسبتهم أحیانا فوق ستین بالمئة فی بعض البلدان الناطقة بالضاد."