خلاصه ماشینی:
"و هذه المراکز ذات خطورة واضحة لیس لأنها تقدم«معلومات خاطئة»أو لـ«تشویهها»لما هی علیه الأمور فی البلاد العربیة،بل لأنها تقدم صورة علمیة دقیقة تزود المختصین السیاسییین و غیرهم بما یریدون أن یعرفوه عن أیة منطقة عربیة أو ناحیة من نواحی الحیاة العربیة التی تکون موضع اهتمامهم،و بذلک لیس بعیدا عن الصحة ما یقال عادة من أن(الآخرین)یعرفون عنا أکثر مما نعرفه عن أنفسنا4» و هکذا فإن ثمة سمینا یمکن أن نجده فی اهتمامنا بهذا التقلید و فی تتبع أحدث ما یقدمه،و خاصة فیما أشرت إلیه فی غیر هذا الموضع علی أنه من ملامح الاستعراب الجدید5،و أهم إسهامات المستعربین العرب،أولئک الذین قدر لهم أن یعیشوا فی الغرب و ینشروا بلغاته و یدرسوا فی جامعاته.
و هکذا فإن الطریقة الوحیدة للخروج من هذه المعضلة هو المضی خارج التراث الإسلامی کله،و البدء من جدید»7 و یمضی المؤلفان خارج هذا التراث و یبدءان من جدید،و یخرجان علی الناس بقصة جدیدة،بل جد أصیلة فی خیالها الجامح،فالهاجریة أو البدیل الجدید للإسلام الذی یقترحانه و الذی یتخذانه عنوانا للکتاب نسبة إلی«هاجر»أم اسماعیل و زوج ابراهیم علیهما السلام،و المقصود به هو الدین الإسلامی الذی یفضلان أن ینعتا أصحابه أو أتباعه بالهاجریین Hagarenes أو Hagarites ،و أما النبی العربی محمد صلی الله علیه و سلم فهو شخصیة أسطوریة،لفقها المهاجرون،و أما القرآن فهو نتاج مجهود الهاجریین الجماعی التراکمی،و أما الذی کان وراء هذه الأسطورة فهو المهدی عمر الفاروق المخلص،و أما أساس هذه القصة فهو المصادر غیر العربیة و المعاصرة لظهور الدین الإسلامی و التی تشمل المصادر العبریة و ؟السریانیة و السامریة و النسطوریة و الیعقوبیة و الأرمنیة و القبطیة و غیرها8 (و جمیعها بالطبع کانت مناهضة للدین الجدید فی ذلک الوقت)."