خلاصه ماشینی:
"الشعب مصدر السیادة(السیادة الشعبیة): و هذه النظریة مستمدة هی الأخری من روسو نفسه،فهو یعتبر أن السیادة تکون شائعة فی الشعب،و هو یفوضها إلی الحاکم،فلو أخذنا دولة عدد سکانها عشرة آلاف نسمة،فإن کلا من هؤلاء الأشخاص«لا یمتلک إلا جزءا من عشرة آلاف جزء من السلطة السیدة».
فعلی الصعید الإجتماعی،نری أن الشعب لیس شعبا موحدا فی أیة دولة من الدول التی تدعی الدیمقراطیة و بالتالی فإن ممثلی الشعب لیسوا ممثلین لهیئة متجانسة فکریا و ثقافیا،فمن الذی یحکم من بین ممثلی الشعب؟لا شک أن فریقا منهم یحکم،و لکن هذا الفریق یمثل القوی القائمة فی المجتمع و لیس أفراد الشعب.
غیر أن بعض المفکرین لم یقبل بهذا التفسیر للدیمقراطیة و بالتطبیق الناجم عنه فرفض الدیمقراطیة التمثیلیة و تمسک بالدیمقراطیة المباشرة،الدیمقراطیة التی تعتبر أن الشعب هو صاحب السیادة و هو مصدر السلطة،و هو یجب أن یتولی بنفسه التشریع و رسم الخطط و تکلیف هیئة منبثقة عنه للتنفیذ،هذا الفریق یستعید هنا المؤسسات الیونانیة القدیمة تحیث کان المواطنون الأحرار فی أثینا مثلا،و هم المدینة و یصوتوا علی القوانین و الخطط.
و لکن إذا کانت البلاد تتبنی نظام الحزب الواحد فإن النسبة الشکیلة تزداد، غیر أن الذی یرشح فی هذه الحالة هو الحزب و هو فی أحسن الأحوال لا یحوی أکثر من 5,10%من المواطنین و هؤلاء یأتمرون بأمر بضعة أشخاص یشکلون قیادة هذا الحزب.
و هکذا فلا أساس معقولا لسلطة الزعیم الفاشی إلا الفرض و القوة و إذا ترکنا مستوی المؤسسات السیاسیة و القانونیة و حاولنا التعمق فی الجانب السوسیولوجی لنری ما إذا کان الفرد یسهم فعلا فی ظل الأنظمة القائمة فی السلطة و ما هی درجة إسهامه فسنقع علی نتائج لا تعزز دور الشعب کما هو مطروح."