خلاصه ماشینی:
"ثم یتناول بعد ذلک التوجهات المرتقبة لحرکة التکامل الاقتصادی العربی، عارضا ما یکتنف هذه الحرکة من عوامل و مستجدات فاعلة عالمیا و أخری مؤثرة اقلیمیا،بما فی ذلک تأثیر اختلاف الأوضاع و السیاسات الاقتصادیة للأقطار العربیة،و دور الأجهزة العربیة الجماعیة فی الترویج للتکامل الاقتصادی العربی و فی تلافی عوائق الاستثمارات التکاملیة العربیة، و تأثیر ذلک فی مناخ الاستثمار و فی امکانیة استقطاب رؤوس الأموال العربیة نحو العمل فی الوطن العربی،و الدور المتوقع للقطاع الخاص فی ذلک.
و یکاد یجری مجری هذا المفعول تأثیر تلک الرسامیل(القلیلة نسبیا)التی أخذ القطاع الخاص العربی،خلال السنوات الأخیرة،یمیل نحو توظیفها فی استثمارات تعمل فی قطاعات الزراعة و الصناعة،و ذلک عندما تتولد منها مشاریع تتعامل بکثافة مع الاقتصادات الأجنبیة (بتصدیر کل أو جل انتاجها إلی الخارج)فالاستثمارات المباشرة،سواء قام بها القطاع العام أو القطاع الخاص،لن تحقق دورا تکاملیا إلا بمقدار یتناسب مع کمیة ما تعطی هذه الاستثمارات من منتوجات تصب فی اتجاه رفع مستوی الاکتفاء الذاتی القومی(فی میدان الأمن الغذائی أو سواه).
و لقد استطاعت الادارة الاقتصادیة فی جامعة الدول العربیة،بتعاون وثیق مع الأجهزة العربیة الجماعیة الأخری،أن تجعل العمل الاقتصادی العربی یتحرک قدما علی امتداد محاور عدیدة،فی آن معا،بینها محور تدعیم التعاون الاستثماری العربی،و الإکثار من المشاریع العربیة المشترکة،و اقامة أوعیة ملائمة لحشد الموارد التمویلیة لمصلحة التنمیة،و إنشاء منظمات عربیة للتنمیة الصناعیة و الزراعیة ذات مناهج عمل وآلیات لترویج الاستثمارات الانمائیة،و غیر ذلک من مؤسسات أخری عدیدة،اضافة إلی اجراء بحوث و دراسات و عقد ندوات و مؤتمرات،لبث الوعی و تبادل المعلومات ذات العلاقة بترشید الأعمال الاستثماریة،و إرشادها إلی سبیل التکامل."