خلاصه ماشینی:
"فما رزیء الاسلام بعد محمد بمثل أبی حفص،فبکیه عبهرا1 و قال جریر یرثی قتیبة2: ندمتم علی قتل الأمیر ابن مسلم و أنتم إذا لاقیتم الله أندم لقد کنتم فی غزوه فی غنیمة و أنتم لمن لاقیتم الیوم مغنم علی أنه أفضی إلی حور جنة و تطبق بالبلوی علیکم جهنم و قال الحجاج بن الأصم یرثی قتیبة3: ألم یأن للأحیاء أن یعرفوا لنا بلی نحو أولی الناس بالمجد و الفخر نقود تمیما و الموالی و مذحجا و أزدا و عبد القیس و الحی من بکر نقتل من شئنا بعزة ملکنا و نجبر من شئنا علی الخسف و القسر سلیمان کم من عسکر قدحوت لکم أسنتنا و المقربات بنا تجری و کم من حصون قد أبحنا منیعة و من بلد سهل و من جبل وعر و من بلدة لم یغزها الناس قبلنا غزونا نقود الخیل شهرا إلی شهر مرن علی الغزو الجرور و وقرت علی النفر حتی ما تهال من النفر و حتی لو ان النار شبت و أکرهت علی النار،خاضت فی الوغی لهب الجمر تلاعب أطراف الأسنة و القنا بلباتها4و الموت فی لجج خضر بهن أبحنا أهل کل مدینة من الشرک حتی جاوزت مطلع الفجر (1)عبهرا:أم ولد له.
لقد کان قتیبة بطلا شجاعا2،شهما مقداما نجیبا3،من القادة النجباء الکبراء و الشجعان ذوی الحروب و الفتوحات4،فتح الفتوحات العظیمة و عبر الی ما وراء النهر5؛ و قد بلغ فی غزو الترک و التوغل فی بلاد ما وراء النهر و افتتاح القلاع و استباحة البلاد و أخذ الأموال و قتل الفتاک ما لم یبلغه المهلب بن أبی صفرة و لا غیره،حتی إنه فتح(خوارزم) و(سمرقند)فی عام واحد،فدعا نهار بن توسعة شاعر المهلب و بنیه فقال له:«أین قولک فی المهلب لما مات: ألا ذهب الغزو المقرب للغنی و مات الندی و الجود بعد المهلب أفغزو هذا یا نهار?؟»،فقال:«لا بل أحسن»ثم قال نهار:«و أنا القائل: و ما کان مذکنا و لا کان قبلنا و لا هو فیما بعدنا کابن مسلم (1)عبقریة خالد."