خلاصه ماشینی:
"خلاصة نشأ علم الاجتماع فی تونس فی تواصل مع مؤسسة التدریس و البحث الموروثة عن الاستعمار و فی ارتباط بالمشروع التحدیثی للنخبة الحاکمة،واهتم فی بدایاته بدراسة مشکلتی التنمیة و بناء الدولة،مع إهمال مجالات الثقافة و الدین و المجتمع المدنی،و هی المسائل التی ستحظی _إلی جانب قضیة المرأة و العائلة_بمکانة خاصة منذ الثمانینیات.
انطلاقا من هذا التصنیف للبحوث المنشورة،و الأخری الجامعیة،یمکننا أن نرسم خط تطور الانتاج السوسیولوجی کالآتی:احتلال قضیتی التنمیة و بناء الدولة صدارة الاهتمامات أثناء الستینیات،إلی جانب مرحلة انتقالیة تمثلها السبعینیات حیث ساد الانشغال بمشکلتی الهجرة و التحضر،و ظهر الاهتمام بالثقافة و واقع المرأة،و هما المحوران الأکثر حظوة أثناء الثمانینیات،مع عودة إلی الاهتمام بدراسة الدولة،لکن من زاویة علاقتها بالمجتمع المدنی و الحرکات الاجتماعیة و السیاسیة.
تتمثل عناصر هذه التکونیة فی ما یلی: أ_هیمنة ایدیولوجیة التحدیث کما تجسدت فی النموذج النظری( paradigme )الذی یحمل هذا الاسم،أی نموذج التحدیث،و کذلک فی الخطاب الرسمی و خطاب التکنوبیروقراطیة التی أخذت علی عاتقها تصور التنمیة الخططة و تحقیقها،و إعادة بناء المجتمع علی أسس و وفق قیم عصریة.
ما یلاحظ بخصوص هذا الانتاج النسوی فی أغلبه و المتمحور حول المرأة،هو حلول القناعات الایدیولوجیة النسویة فی حالات عدة محل التحلیل العلمی،و کذلک التذبذب بین الدفاع عن مواقف و تراث الزعیمین اللذین وقفا إلی جانب المرأة:الطاههر الحداد و الحبیب بورقیبة،و إرادة التخلص من مرجعیتها الاسلامیة المحدثنة،بین الدفاع عن«المکاسب»التی جاءت بها مجلة الأحوال الشخصیة و إدانة النواقص التی تشوبها،کالحفاظ علی مبدأ قوامه الرجل و التمییز فی المیراث."