خلاصه ماشینی:
"کما أننا ننبه إلی أن هذه الدراسة اقتصرت علی العقدین الأولین بعد قیام إسرائیل،و ذلک لسببین:الأول هو أن هدف هذه الدراسة یقتصر علی البحث فی فکرة مساهمة المقاومة الثقافیة فی صیاغة الهویة الجماعیة من دون اعتبار لمضمون هذه الهویة، و الثانی هو أن ظروف العرب فی إسرائیل قد تغیرت بعد عام 1967 تغیرا جذریا،و کذلک مضمون هویتهم،کما أن البحث فی هذه الفترة یحتاج إلی دراسة أوسع و أشمل،و لا یمکن أن نستوفیه حقه فی هذه الدراسة المحدودة.
و علی الرغم من هذه الظروف و الاعتبارات،فقد اختار معظم الباحثین الذین درسوا هویة العرب فی إسرائیل أسلوب الدراسات الإحصائیة التی تستمد بیاناتها من الاستطلاعات47، باستثناء القلیلین الذین تعمقوا فی دراسة مضمون الانتماء و مؤشراته عن طریق دراسة الأدب (47) peres,ẓModernization and Nationalism in the Identity of the Israeli Arab,Ẓ;Sammy Smooha,ẓThe Arab Minority in Israel:Radicalization or Politicization?ẒStudies in Contemporary Jewry,vol.
لقد أدی هذا اللون من التراث دورا ممیزا و مهما فی صیاغة الهویة الجماعیة بطریقتین: أولا،أن موضوعاته اتسمت بالتأکید علی التمیز الإیجابی للإنسان العربی،و علی إیجابیة الانتماء، و شدت الناس إلی القیم و العادات الإیجابیة فی مجتمعهم،و ساهمت فی توثیق العلاقة بالوطن و تأکید ضرورة التشبث به،و کذلک فی توثیق العلاقات الاجتماعیة مع الأقارب فی الخارج،و فی الوقت نفسه أکدت سلبیات«الآخر»و نبذ سلوکیاته و أخلاقیاته.
لقد کان للثقافة الشعبیة دور مهم و مرکزی فی إبراز العناصر الإیجابیة فی تاریخ الجماعة و حاضرها و مستقبلها،من خلال سرد التاریخ و تفسیره،و وصف الحاضر و تحلیله،و تصور المستقبل الأفضل،بواسطة استخدام رموز و تعابیر و أسالیب اتصال ممیزة أضفت علی الحیاة لونا و نکهة و طعما ممیزا ساهمت فی رسم الحدود الاجتماعیة و الثقافیة للجماعة و إنتاج الذات الجماعیة المتمیزة."