خلاصه ماشینی:
"خلاصة إن تتبع المسار الذی تطورت فیه تقنیة الاتصالات عبر عصور الاتصال المعروفة:الاتصال الشفوی،و الکتابة،و الطباعة،و عصر الاتصال الالکترونی،ثم تتبع مسار تطور استخدام وسائل الاتصال فی الوطن العربی،یکشفان أن استخدام الطباعة و الصحافة قد دفع المد القومی نحو تحقیق إنجازات سامیة تکللت بالنجاح فی معظمها مع الحرب العالمیة الثانیة،من خلال استقلال البلدان العربیة،تماما کما کان لعصر الکتابة آثار مهمة فی النهضة الحضاریة التی شهدتها الأمة العربیة فی أوج مجدها.
فإذا کانت هذه ملامح التقانة الاتصالیة التی سنودع بها القرن العشرین لنستقبل القرن القادم،فإن السؤال الذی یلقی بظله علینا هو:ما هی آثاره هذه التقنیة فینا و فی مستقبلنا؟ ثانیا:العرب و تقنیة الاتصالات الإعلامیة بعد الحرب العالمیة الثانیة،و نتیجة لتباین الفجوة فی التنمیة بین الدول المتقدمة و الدول النامیة،أوصی علماء الاتصال باستخدام الوسائل الجدیدة للرادیو و التلفزیون کقنوات إعلامیة تساعد علی جسر تلک الفجوة،مؤملین الدول الفقیرة باللحاق بسرعة قصیرة نسبیا بمناحی التقدم للدول المتقدمة،و باعتبار أن هذه الوسائل غیر مکلفة و ذات آثار فاعلة فی إحداث التغییر الاجتماعی المأمول7.
أما فی التقریر الذی أعدته المنظمة العربیة للتربیة و الثقافة و العلوم و صدر مطبوعا تحت عنوان«الإعلام العربی حاضرا و مستقبلا:نحو نظام عربی جدید للاعلام و الاتصال»،فقد ورد ما یلی:«تتوفر قنوات المعلومات فی الوطن العربی بشکل مبعثر و غیر مخطط،بل إن بعضها یقوم بوظیفته بشکل مثالی،و بعضها لا یعرف دوره تماما،و تنمو أو تتوقف هذه القنوات حسب مواقف الدول العربیة و العوامل المؤثرة فیها من الناحیة الاقتصادیة و السیاسیة و الاجتماعیة، و حتی الآن لم یتم التنسیق بین أی من هذه القنوات بشکل مخطط و مدروس علی المستوی العربی»."