خلاصه ماشینی:
"قال علی کرم الله وجهه: رأیت العقل عقلین فمطبوع و مسموع و لا ینفع مسموع اذا لم یک مطبوع کما لا تنفع الشمس وضوء العین ممنوع و الی العقل الفطری المطبوع، یشیر ماروی الترمذی الحکیم فی النوادر من روایة الحسن عن رسول الله صلی الله علیه و سلم أنه قال: «ما خلق الله خلقا اکرم علیه من العقل».
و العقل الذی یخاطبه الاسلام هو العقل الذی یعصم الضمیر، و یدرک الحقائق و یمیز بین الأشیاء،و یوازن بین الأضداد، و یتبصر العواقب و النتائج، و یتدبر و یحسن الادکار و الروایة، و من هذا المنطلق الاسلامی، تعمق العلماء المسلمون فی علوم الحیاة و الحضارة الانسانیة، بعقلیة عملیة،فکان منهم نوابغ الأطباء و الفلکیین و الریاضیین و الکیمائیین،و أوائل من اکتشفوا حقائق علمیة فی مجالات کانت أول المعالم علی طریق الباحثین و الدارسین..
و اذا کان الاسلام یدعو الی تحریر الانسان من أصفاد الجهل و اغلال الحجر العقلی و سیطرة التبعیة العمیاء-کما عرفنا فی دعائم المنهج الاسلامی فی تحریر العقل-فان ذلک یعنی أن التقلید الذی ذمه الاسلام.
ثالثا: و فی الاقتصاد تقوم الحضارة الاسلامیة علی تبادل المنافع، و اتخاذ المال وسیلة لا غایة، و احترام الملکیة الفردیة،و فلسفة الاقتصاد الاسلامی،تستهدف مصلحة الفرد و مصلحة الجماعة و الموازنة و المواءمة بینهما،و تحدد أهداف النشاط الاقتصادی وفقا لمبادیء الاسلام،و تقرر فی وضوح أن الانسان خلیفة الله فی الارض و بمقتضی هذه الخلافة صار مسئولا عن المال من أین اکتسبه و فیما أنفقه و من هذا المنطلق الاسلامی کان الاقتصاد فی الاسلام متمیزا عما عداه من المذاهب الاقتصادیة بسیاسة لا ترتکز علی الفرد شأن الاقتصاد الرأسمالی،و لا علی المجتمع شأن الاقتصاد الاشتراکی فان الاقتصاد الرأسمالی یقوم علی المنافسة الدنیئة،و المزاحمة، و المصلحة الشخصیة و المنفعة الذاتیة و الحریة المطلقة.."