خلاصه ماشینی:
"منذ انتهاء فترة الحرب العالمیة الأولی و حتی إنضمام عدن إلی وزارة المستعمرات فی لندن عام 1937 تعاقب علی إدارة المعارف فی عدن ثلاثة من النظار الهنود المسلمین استجلبوا من الهند و ذلک بحکم أن النظام التربوی کان جزءا من النظام التربوی الهندی حیث کانت مدة الدراسة الابتدائیة تراوح بین 4-5 سنوات ثم تتبعها المرحلة الثانویة،التی کانت تستغرق 5-6 سنوات و فی نهایتها یتقدم الطلبة الی امتحان شهادة الجونیر کامبردج و التی لم تکن تؤهل للالتحاق بالدراسة الجامعیة أو العلیا.
ففی عام 1923 نشر الاستاذ محمد علی لقمان کتیبا باللغة الانکلیزیة تحت اسم مستعار بعنوان:هل هذه قصاصة ورق؟8،إنتقد فیه المؤلف حالة التعلیم فی عدن،و ذکر أن 50 بالمائة من أطفال عدن الذکور لا یجدون مدرسة یؤمونها،و هم یتسکعون فی الأسواق،و الأمیة منتشرة بینهم، بینما جزیرة سیشل و سکانها 000,11 مقابل 000,56 نسمة سکان عدن،و تجارتها لا توازی ربع تجارة عدن تتمتع بکلیة و مدیر معارف عام إلی غیر ذلک من تأخر عدن المحزن حتی أنها لم تخرج طالبا واحدا یحمل شهادة البکالوریا الثانویة فی 84 سنة.
لقد کان نشوء الجمعیات و النوادی الثقافیة فی عدن مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمیة الأولی متأثرا إلی حد کبیر بالحرکة الاصلاحیة التی کانت قائمة آنذاک فی بعض البلدان العربیة کمصر و سوریا و لبنان و فلسطین.
و کانت معظم هذه النوادی الثقافیة تهدف فی البدایة الی:الالتفات حول رئیس و التفانی فی طاعته لخدمة هذا الوطن البائس،و تألیف وحدة عربیة إسلامیة تدعو إلی الحث علی مکارم الأخلاق،و رفع مستوی البلاد،و الوعظ المستمر فی المساجد و النوادی،و مقاطعة السکاری و تشجیع التمثیل الحر،و إیجاد العمل للعاطلین،و الدعوة لتشجیع الزواج،و تخفیف مهور البنات،و نشر العلم و مطالبة الحکومة بتسهیل الوصول إلیه و تعلیم البنات..."