خلاصه ماشینی:
"و ما کان الدکتور الصیادی مجانبا للصواب حین خصص الفصل الثانی من کتابه للتأریخ لنشأة الهیئة اللغویة(المکتب)،و الحدیث عن تنظیمه الاداری،و الکشف عن نشاطاته المختلفة-و من بینها إصداره اللسان العربی، و تعاونه مع مجامع اللغة العربیة(التی لم یبخل المؤلف فی إبداء لمحات عنها و عن نشاطاتها) و مع المؤتمرات التربویة و الثقافیة،و عن إسهام مدیره فی معالجة اشکالات القضیة التعریبیة فی الوطن العربی؛و حین بین دور هذا المکتب فی نشر المصطلحات العلمیة(عن طریق عمل معجمی تصنیفی)،و التنبیه إلی أخطاء النحو و الأسلوب لصیانة اللغة فی واقعها الیومی، و محاولة التوسع فی إمکاناتها التعبیریة،و العمل علی توحیدها فی مظهرها الفصیح و العامی عن طریق تفصیح اللهجات و رفعها الی مستوی اللغة السلیمة،و السعی إلی توحید التیارات الفکریة فی الوطن العربی«باعتبار أن اللغة لم تعد الیوم مجرد أداة فکریة،بل هی الفکر ذاته»(ص 243).
و فی الفصل السابع،«التعریب و قضایا اللهجات»،عرض الدکتور الصیادی مفهوم الفصحی و الفصاحة قدیما،باعتبار أن ما جد من اسماء خصت بها المراحل التی مرت بها هذه الفصحی یفید فی البحث عن صفاتها فی العصر الحدیث الذی أصبحت فیه اللغة وسیلة لتعمیم الثقافة علی الجماهیر،و بعد أن امتدت ظاهرة الازدواجیة السائدة فی الوطن العربی(کنا نود لو أن المؤلف لم یمر بهذه الظاهرة و کأنها وقف علی العربیة،و هو ما لا یزال أعداء الفصحی و دعاة العامیة یروجونه لاقناع العرب بأن فصحاهم لم تعد لغة حیاة،إن لم تسلک فی عداد اللغات المیتة..."