خلاصه ماشینی:
"فغدوت من سلطاته سلطاته للأرض بالتعظیم و التبجیل ثم یعاود الحدیث عن آثار بلاد الشام التی خلفتها الحضارة الأمویة کمسجد دمشق و المسجد الأقصی فی القدس یقول: هیهات ترجع دولة أمویة أبقت من الآثار کل جلیل الجامع الأموی من آثارها فلکم رمی متأملا بذهول جمع الفخامة و المحاسن و الهدی و علی المکارم ظل خیر دلیل و یلتفت مرة أخری لیستعرض أسماء القادة الذین و طدوا حکم الأمویین،و ساروا فی الأرض فاتحین کأسد بن عبد الله،و محمد القسری،و الحجاج،و قتیبة بن مسلم،و یؤکد إعجابه بهم فیقول: أعظم بقواد کأساد الشری فلوا جیوشا أدبرت بفلول فکأنهم و کدوا لعزة أمة نجبت بأکرم نسوة و بعول لم یولد العربی إلا فارسا أو شاعرا أو ضانفا لنزیل أدمشق کنت ملیکة،حراسها عرب مضاجعهم متون خیول و سیوفهم قد أنکرت أغمادها من کثرة التجرید و التقتیل بعد هذا المجد التلید و الطریف قلب الدهر لدمشق ظهر المجن،فقال لها الشاعر: فغدوت ثکلی لا یقال عثارها إلا بضربة فیصل مصقول بالله أیتها المنازل خبری هل فیک و صل العاشق الممطول أبدا أزورک باکیا مستبکیا أو ذاکرا و مذکرا کدلیل و علیک أشعاری ترن شجیة حتی انبثاق نعیمک المأمول ما کان أتعس مولدی متأخرا لأکون شاعر نکبة و طلول خلفی و قدامی بلاقع أربع و حطام عرشی خلافة مثلول لکننی فی الضعف أطلب قوة و أعیش بالتذکیر و التعلیل یرجو العمارة و الحیاة لأمة برفات أجداث و رسم محیل أدمشق لا سکنی لشامی إذا لم یرحل الرومی بعد نزول بردی یرجع لی غناء مطربا فیه نواح الثکل و الترمیل الشام بنت للعروبة برة و فروعها موصولة بأصول کانت و ظلت بقعة عربیة و الجیل یثبت ذاک بعد الجیل الدین و الدم و اللسان شهودها و کفی بحکم الطبع و المعقول عربیة هذی القلوب،فحسبها أقوی من التضلیل و التدجیل فمن العراق إلی الشام إلی الحجا ز إلی سباء بلاد نخیل و الغرب من مصر إلی مراکش مع کل قطر بالهدی مشمول أغصان جذع أو مرازح کرمة و جمیعها صلة من الموصول بنیت علی القرآن فهوو أساسها لتعاون ما بینها مجعول و الملک فیها واحد و موحد لا خوف من غبن و من تفضیل العرب حکام الشآم،و أهلها و قبورهم ختم علی تسجیل فهم لها خلفاء أو أمراء أو علماء لیس عدیدهم بقلیل فعلی المآثر و الرمام سلامها و علی ثری بدمانهم مجبول أشعر أننی أکثرت من إیراد الأبیات،و أطلت بالاستشهاد،و لکننی أعلمت من قبل أن القصیدة أطول بکثیر مما استشهدت به،و إنما اکتفیت بإیراد أبیات منتقاة یدل قلیلها علی کثیرها."