خلاصه ماشینی:
"و کانوا یرون-و خاصة أتباع کیسان مولی:علی رضی الله عنه-أن التدین ما هو إلا القیام بفروض الطاعة الواجبة للإمام الذی من أخص صفاته الإحاطة التامة بجمیع العلوم و الأسرار و المعارف2و إذا علمنا أن أصحاب کیسان یعدون من الرعیل الأول للشیعة عرفنا کیف أن هذه الفرقة قد ولت وجهها بدیا شطر العلم و المعرفة حتی نهلت و علت من مصادره و موارده.
و جعل الشیعة یقبلون علی هذا التراث فیتفهمونه و یستفیدون منه فی میدان التشیع.
(2)ابن خلدون فی مقدمته ص 140 (5 منبر الاسلام) بل کان من التراجمة أنفسهم بعض رجال الشیعة«کعبد الله بن المقفع»الذی نقل الی اللغة العربیة الکثیر من إنتاج أرسطو فی المنطق.
و کان الوزراء الذین یدفعون هؤلاء المترجمین الی عملهم هذا من الشیعة أیضا.
الخ الأمر الذی کان له کبیر الأثر فی التمهید الفلسفة الاسلامیة و الفلاسفة المسلمین و انی لا تساءل هنا إذا؟: کیف کانت الحیاة العقلیة فی الاسلام لو لم یقم هؤلاء الشیعة بهذا المجهود العظیم.
لأن فی التشیع من تعظیم علی و الأئمة من ذریته إلی حد التقدیس ما لا یتنافر مع ما کانوا علیه قبل الإسلام.
علی أن بعض المعتزلة جمعوا بین الأمرین«الاعتزال و التشیع»و من هذا الصنف بعض خلفاء العباسیین أنفسهم و بعض وزرائهم من الفرس و غیرهم لما بین المذهبین من الاتحاد فی أکثر المبادیء و الآراء،و المخالفة لرأی الأشاعرة(أهل السنة).
و کتاب أرسطو هذا قد ترجم الی العربیة فی مقدمة الکتب التی عرفها الشیعة و استغلوها استغلالا کبیرا و نظرة بسیطة الی الفلسفة الإسلامیة تفیدنا أنها صدرت عن هذا المعین نفسه الذی استقی منه التشیع من قبل."