خلاصه ماشینی:
"و قد ساهم انضمام ألمانیا هذا إلی التحالف الغربی،و إن کان تم فی إطار دعم الولایات المتحدة لسیاسة الاحتواء التی شرعت فی تطبیقها من خلال إنشاء سلسلة من الأحلاف تمنع أی امتداد محتمل للنفوذ السوفیتی خارج حدود،إلی تطویر الفکرة الاتحادیة فی أوروبا و دفعها بحیث تصبح سبیلا لتجاوز الخلافات و الصراعات القدیمة و بناء منطقة للازدهار و النمو المشترک تضم الخصوم السابقین.
و یمکننا رصد نتیجتین هامتین لهذه التحولات فیما یخص بنیة التحالف الغربی الذی کان المتغیر المستقل الرئیسی،و إن لم یکن المطلق أو الوحید بالتأکید،فی تحدید توجهات السیاسات الخارجیة و الدفاعیة الأوروبیة طوال سنوات الحرب الباردة: 1-عدم استقرار ما اعتقد أنه هیمنة و قیادة أمریکیتین للنظام الدولی فی إطار هذا التحالف،إذ لا تتمتع الولایات المتحدة بالقدرة المطلقة أو الأکبر فیما یتعلق بامتلاک أدوات القوة الجدیدة.
و بالتالی،أضحت سیطرة الولایات المتحدة علی تفاعلات و سلوک و توجهات أضعف بکثیر عما کانت علیه طوال نحو النصف القرن الماضی الذی شهد التطورات التی سبق أن عرضنا لها فیما یتعلق ببناء تکامل أوروبی فی میدان السیاسات الخارجیة و الدفاعیة.
خاتمة: لقد واجهت أوروبا مع انتهاء الحرب الباردة ثلاثة خیارات: أولها بناء سیاسة خارجیة و أمنیة مشترکة و مستقلة بشکل کامل؛و ثانیها،تدعیم الذراع الأوروبی فی إطار الناتو من خلال تعدیل أبنیته و غایاته و أسلوب صنع القرار داخله؛أما ثالثها،و هو المنهج الذی اتبعه الأوروبیین،فهو توفیر قدرات ذاتیة و فاعلة للاتحاد الأوروبی فی میدان السیاسة الخارجیة و الأمنیة المشترکة فی إطار الارتباط بأبنیة الناتو بعد تعدیلها."