خلاصه ماشینی:
"و علی مدار الفترة من مؤتمر مدرید-أکتوبر 1991- و حتی الانسحاب الإسرائیلی من الجنوب اللبنانی-مایو 0002-فشلت کافة المحاولات الأمریکیة الرامیة إلی جذب لبنان نحو تسویة ثنائیة مع إسرائیل،فارتباطات الأمر الواقع مع المسار السوری فرضت ما سمی بتلازم المسارین علی مائدة المفاوضات،و لأن المسار السوری کانت تحیط به صعوبات جمة،و لأن الجبهة اللبنانیة کانت الجبهة العربیة الوحیدة الناشطة عسکریا،فقد بدا المسار اللبنانی ضاغطا بقوة و مستعصیا علی التطویع من قبل القائمین علی شئون التسویة السیاسیة وفق طرح"الحل الوسط.
و علی الرغم من عدم وجود أطماع إسرائیلیة محددة فی الأراضی اللبنانیة،و من ثم عدم وجود موانع تحول دون اتفاق إسرائیلی لبنانی من الناحیة الموضوعیة،فإن لبنان أصر علی تلازم المسارین من ناحیة،و علی عدم توقیع اتفاق مع إسرائیل من ناحیة ثانیة،و استقر الموقف اللبنانی عند التأکید علی أنه إذا أرادت إسرائیل تسویة الصراع،فعلیها الانسحاب من الأراضی اللبنانیة المحتلة عبر تنفیذ قرار مجلس الأمن رقم 524 الصادر فی التاسع عشر من مارس 8791،و المحددة إجراءاته و خطواته فی القرار رقم ,624 من هنا کان واضحا أن صعوبات کثیرة تحیط بعملیة"سحب"لبنان تجاه التسویة المنفردة مع إسرائیل،و من ثم بدا لبنان خارج إطار آلیة"الحل الوسط"الذی حدده مؤتمر مدرید.
و هکذا و بعد قرار مهندسی مؤتمر مدرید بتهمیش الأمم المتحدة فی مسیرة تسویة الشرق الأوسط،نجح لبنان فی أن یکون الاستثناء الوحید من هذا التهمیش،و ذلک بعد أن فرض رؤیته،التی أعادت المنظمة الدولیة إلی ممارسة دور حیوی و فاعل و أثبتت ضرورة عدم تجاهلها و إفساح المجال أمامها للعب دور فاعل باعتبارها منظمة دولیة تلقی القبول العام فی موضوعات تغیب فیها الأطراف المقبولة مهما تمتعت بقوة أو نفوذ اقتصادی و سیاسی و أیضا عسکری."